حتى ينهيها لصالحه، كما هو معروف من سياسته رحمه الله.
وكان حجيلان بن حمد سديد الرأي مأمون النقيبة في الحرب، وقد ازدهرت بريدة في عهد إمارته إزدهارا عظيما، بل شمل ذلك بريدة وما حولها من القصيم الذي يتبعها.
وكان يغزو بأهل القصيم ويكون على رأس الغزو من بريدة، فيصل بغزوه إلى نقرة الشام وإلى حدود المدينة المنورة، وما دون ذلك كما سيأتي، ومن الأدلة على رأيه أن الإمام سعود بن عبد العزيز غزا عنيزة بغزو كثيف من أهل الجنوب وغيرهم فحاصرها فترة، ولم يستطع فتحها كما ذكرت ذلك في معجم القصيم (رسم عنيزة).
ولما عجز عنها قال له حجيلان بن حمد: أتريد عنيزة بدون أن تبذل مثل هذا التعب والجهد؟
فأجاب: نعم.
فقال حجيلان: ارجع الآن إلى الدرعية واصرف هؤلاء الغزو الذين معك، وإذا كان بعد هذا التاريخ بأشهر أو بأي موعد يناسبك فأقبل بربع هذا الجيش الذي معك وأخبرني سرًّا حتى آتي معي بربع هذا الجيش الذي معي من أهل القصيم ولا يطلع أحد على أنك تريد (عنيزة) بل أظهر أنك ذاهب إلى الشمال وأنك ستمر من شرقي القصيم، ثم نفاجأ أهل عنيزة على غرة وسوف نفتحها دون أي جهد كبير.
وهكذا كان، وفتحت عنيزة بهذا الرأي والتدبير الذين أبداه حجيلان بن حمد، وبدون قتال كبير.
ولذلك قال شاعر عنيزة المسمى العرف في هذه الوقعة بالذات التي حدثت في عام ١٢٠٢: