يا ديرتي خَدَها حجيلان وسعود ... بالبوق، وإلَّا بالنقا ما قواها
جونا هجاد وجملة الناس برقود ... وهل القواهي مشعلينٍ صْواها
ما سل به سيف ولا زجَّ به عود ... ولا ثار مثلوث الدخن من وراها
مزنة تصيح ومقدم الرأس مشدود ... يا ليتهم ما بَرِّقوْا في صباها
يا ليت أبو ردن حضر يا فتي الجود ... ما كان صرت بالمحامِل نساها
وشرح هذه الأبيات بوضح المقصود منها فقوله في البيت الأول، أخذها حجيلان وسعود بالبوق، يريد بالإغارة المفاجئة على حين غرة من أهلها.
والحرب عند أهل نجد حربان: حرب تكون بإعلان الحرب وإظهارها للأعداء الذين يراد حربهم، كأن يقول قائلهم: عليكم مردود النقا، وهذه بمثابة إعلان الحرب عند المتأخرين، وحرب تكون بالمفاجاة وهو ما يسمى عندهم (البوق) وهو عكس (وضح النقا) الذي يصف به بعضهم إعلان حربه على أعدائه.
وقوله أخذها حجيلان وسعود يريد بغزو سعود وتدبير حجيلان، ويدل على ذلك قوله بالبوق وإلَّا بالنقا، أي بإعلان الحرب ما قواها.
وهذا صحيح من كون الإمام سعود كان قد غزا عنيزة غزوًا ظاهرًا قبل ذلك ولم يستطع الاستيلاء عليها.
وقوله في البيت الثاني: جونا هجاد، أي هاجمونا في الليل، والهجوم في الليل هو الهجاد، ومنه قولهم: هجد القوم أعداءهم بمعنى أغاروا عليهم في الليل.
ولكن ذلك الهجاد الذي حصل على أهل عنيزة كان آخر الليل وهو الأمر