اجتمعت عليَّ الخلق ما هي قليله ... كل انتخى لي بالشجاعه ومطواع
قلت:
تحزِّموا يا الربع الدعوى طويله ... التيس حق (جديع) يذكر لنا ضاع
كلٍّ ضرب له درب يومي شليله ... يا جود ربعي يوم دشَّوا مع القاع
من عيَّن تيس (جديع) ياها القبيله؟ ... واللي يجيب التيس نملا له الصاع
إمشوا مع الجره وجيبوا دليله ... والحس لا يطلع ترى التيس مهراع
تيسٍ اصيلٍ ما لقينا مثيله ... من جَيِّته ما قط يومٍ وهو جاع
يرضع حليبٍ كل نهاره وليله ... وش لون يضيع التيس وهو توّ رضاع؟
يا ربي العقلان يا أبا الجميلة ... واظن يا أبو علي التيس سَوَّاع (١)
جاني حدى الفزعه عطاه الغليله ... يقول اظن التيس حافنه سباع
يا الربع بعض الناس ما به جميله ... يركض يقول التيس ما يسوى افزاع
(جديع) يصيح دموع عينه هليله ... ويقول: تيسي يا الربع وين ضاع؟
حدثني عبد الله بن علي الجديعي قال:
عندي ولد عمره ما يقارب خمس سنوات، وكان في بعض الأيام يذهب إلى الجيران يلعب مع أولادهم، وفي مرة نتعشى أنا وإياه وكانت أم الولد عندنا فقالت انه طالع اسد يقولون انه ياكل البزارين، وانه اكل ولد بعنيزه وأكل ولد بالوادي، بسم الله على اوليدي لا تروح لم الجيران ياكلك الأسد.
وأنا أعلم أنها تريد تخويف الولد حتى لا يروح للجيران وادري أنها تكذب ما هناك أسد، وبعد يومين من كلامها خرجت لصلاة الفجر والمسجد بعيد عن البيت، وعلى طريق المسجد غرفة للعمال الذين يعملون عندي بالمزرعة، وكان الطريق بعضه منور وبعضه طافية أنواره، وكنت في طريقي إلى المسجد ولم يرعني إلا بالاسد يقابلني مع الشارع فقلت بنفسي: اثر الحرمه صادقه، اثره
(١) ابا الجميلة: ذو النعم الجزيلة والعطايا الجميلة.