دائم تجيبين السنين البعادِ ... تناسي الفايت وحفر الدفين
فقال الوالد:
يا وليدي لا تنسى افعالٍ وكادِ ... نبي العوض من راحم المذنبين
اليا كبرت وصار عندك عنادِ ... وحنا نبي نفعك مع المسلمين
فقال الولد:
ما ينفع الترديد وكثر الدوادي ... اترك سبيلي خل امضي سنيني
انا علي رايي وغاية مرادي ... ما ناب لم اقوالكم لا تجيني
فقالت الوالدة:
خلك إسميح والتفت للكلامِ ... يومك كبرت وصار رايك سدادِ
ما انتب سفيه ما تعرف الملامِ ... يا وليدي خلك فاهم للمرادِ
فقال الابن:
كلامك عندي مثل طيف المنامِ ... واكثر كلامك زودن بالنكادِ
قلبي مع الشلة وغاية مرامي ... بس انجزي عطين عدٍّ اعدادِ
فقال الوالد:
من أول نرجيك مثل الحلامِ ... مثل الذي ربَّى طيور الهدادِ
واليوم عمرك فوق عشرين عامِ ... طفرتنا من كثر زود العنادِ
فقال الابن:
انا ابي لي سيارة بالتمامِ ... ودي افحط دام عندي جلادِ
هذا الطلب يا بوي مع السلامِ ... وزود الحكي ما له لزوم وكادِ
فقالت الوالدة:
وش لون تي اتفحط وعمرك ثلاثين ... وين العقل وين الحيا وين راحِ
هذا جوابك يا حبيبي اجل وين ... لو آسفا بتعابتي والصياحِ
فقال الابن:
كل اكثر الشبان اتفحط وفرحين ... وانا الذي من بدهم بانكساحِ