للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

دائم تجيبين السنين البعادِ ... تناسي الفايت وحفر الدفين

فقال الوالد:

يا وليدي لا تنسى افعالٍ وكادِ ... نبي العوض من راحم المذنبين

اليا كبرت وصار عندك عنادِ ... وحنا نبي نفعك مع المسلمين

فقال الولد:

ما ينفع الترديد وكثر الدوادي ... اترك سبيلي خل امضي سنيني

انا علي رايي وغاية مرادي ... ما ناب لم اقوالكم لا تجيني

فقالت الوالدة:

خلك إسميح والتفت للكلامِ ... يومك كبرت وصار رايك سدادِ

ما انتب سفيه ما تعرف الملامِ ... يا وليدي خلك فاهم للمرادِ

فقال الابن:

كلامك عندي مثل طيف المنامِ ... واكثر كلامك زودن بالنكادِ

قلبي مع الشلة وغاية مرامي ... بس انجزي عطين عدٍّ اعدادِ

فقال الوالد:

من أول نرجيك مثل الحلامِ ... مثل الذي ربَّى طيور الهدادِ

واليوم عمرك فوق عشرين عامِ ... طفرتنا من كثر زود العنادِ

فقال الابن:

انا ابي لي سيارة بالتمامِ ... ودي افحط دام عندي جلادِ

هذا الطلب يا بوي مع السلامِ ... وزود الحكي ما له لزوم وكادِ

فقالت الوالدة:

وش لون تي اتفحط وعمرك ثلاثين ... وين العقل وين الحيا وين راحِ

هذا جوابك يا حبيبي اجل وين ... لو آسفا بتعابتي والصياحِ

فقال الابن:

كل اكثر الشبان اتفحط وفرحين ... وانا الذي من بدهم بانكساحِ