للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عمر بن سليم توفي في الأرطاوية صحبة الشيخ المذكور نسأل الله تعالى أن يتغمدهم برحمته ويجبر المصاب بفقدهم، وإنها لخسارة عظيمة ورزء فادح أن يصاب الإسلام بهؤلاء وأمثالهم فإنا لله وإنا اليه راجعون (١).

ومنهم منصور بن سليمان الجربوع كان أميرًا على عقيل في بعض الأوقات، وكان يعمل في تجارة المواشي كغيره، ومرة ذهب إلى الكويت والعراق، ومعه نقود لأهل الشام لاستثمارها، وكانت ثمن ابل له ولكنه أخذها من الشام فذهب إلى الكويت معه من جماعة أهل بريدة وكان الملك عبد العزيز قد منع إرسال البضائع إلى الشام، ربما كان ذلك إبان حكم الفرنسيين أو لأن البلاد السعودية بحاجة إليها.

وقد اشترى مع غيره أموالًا وحملها على إبل فلما تعدوا ماء الحفر مع المتوجهين إلى بريدة تيامن - أي غير اتجاهه من الكويت إلى الشام - فلحق به علي الفهد الرشودي، وقال له: وين تبي يا منصور؟

قال: أبي الشام، قال: وأمر ابن سعود تقطعه؟ قال: أنا قاطع أمر أمير ابن سعود فجاء إليه خادم أمير الحفر وكان وهو يعتبر رجل ابن سعود وقال له: تقطع أمر ابن سعود يا منصور؟ قال: نعم.

وكانت أمامهم شجرة فقال للخادم أي رجَّال أمير الحفر: أنا أبي أتيامن مع هالشجرة والله ان لحقتني إني لأذبحك أنا أبي أروح إلى الشام.

فعاد الخادم إلى أمير الحفر الذي أبرق للملك عبد العزيز بذلك فغضب عليه الملك عبد العزيز فبقي في الشام بعد أن دفع لأهل الشام أموالهم ثلاث سنين ثم عاد متخفيًا إلى بريدة.

وبعد صلاة الفجر طلب من أحد كبار جماعة أهل بريدة أن يشفع له عند ابن سعود فامتنع وقال: انت عصيت أمر ابن سعود علنا ثم ذهب إلى شخص


(١) من تاريخ ابن عبيد، الجزء الثاني.