وذلك أن ابن رواف كان أعطى الشاعر زبونًا هدية منه له، والزبون: حلة مفتوحة من الأمام كان يلبس للزينة والتدفئة وقد ذكرت أصل تسميته في (معجم الألفاظ العامية).
كان إبراهيم بن سليمان الجربوع في بغداد وكان أخوه صالح معه ثلاث رعايا من الإبل الرعية من ٦٠ إلى ٧٠ بعيرًا وهو خارج بغداد بمسافة، وإبراهيم ذهب البغداد لأجل يأخذ دراهم من التجار في بضاعة ويشتري ارزًا أي أطعمة وكان معه حصانه فحمَّل عشرة بعارين أرزًا من بغداد موؤنة لهم للطريق، فلما وصل إلى أخيه صالح ومعه الإبل نظر في الدربيل وهو المنظار المقرب فرأى ناقة تحت شجرة باركة فسأل عنها أحد الرعيان فقال: هذه انكسرت وأخوك صالح يقول: خلوها لما نبعد نحن عن البدو نذبحها ونأكلها، ومعنى انكسرت انكسرت إحدى قوائمها، فصارت لا تستطيع أن تماشي الإبل.
فقال إبراهيم: رح دور كل من تشوفه من البدو حولنا، وقل: يقول ابن جربوع تراكم عندنا باكر تالى النهار على العشاء وإلى صار باكر إذبحها نتعشاها حنا وإياهم، وهكذا كان، حتى الرعيان سروا بذلك، إذ كان فرصة لأن يشبعوا من اللحم.
كان إبراهيم بن سليمان الجربوع في عمَّان وهم على عزم الخروج لنجد، فقال أناس من غير أهل بريدة كانوا هناك والله إن كان ورد إبراهيم بن جربوع علي عَدْفا وهي مورد ماء: بئر واحدة وماؤها ليس كثيرًا إننا ما نلقى ماء لنا ولا لبعاريننا.
وكانوا ذكروا لابن جربوع أنهم سوف يخاوونه إلى القصيم لأجل الأمن، فكتبوا كتابًا مزورًا على لسان ابن جربوع إلى كبير الأعراب الذين على عَدْفا.
أوله: من إبراهيم السليمان بن جربوع إلى فلان شيخ الفلان السلام وبعد: ترانا نبي ناصل (عدْفا) عقب ثلاثة أيام حنا وربع لنا يجونكم قبلنا فالله الله اسقوا بعارينهم وملوا قربهم.