معه نساؤه، وأقام عنده أيامًا يبحث معه عن البادية التي لديها الإبل ليشتري حاجته من الإبل للتجارة.
وفي آخر يوم بعد العصر كان الشيخ الكهل يجلس في مجلسه ومعه سليمان بن محمد بن جربوع يشربان القهوة دخل شاب مذعور إنه ابن البدوي الكهل وأخبر والده أن الإبل أخذت قال: أغار عليَّ أناس وأخذوا الإبل، ولم يكترث الكهل ولم يظهر أي اهتمام أو خوف بل التفت إلى ولده الشاب قائلًا: ما عرفوا أن الإبل لنا، لو عرفوا وسمنا ما أخذوا الإبل.
ولم يتحرك من مقعده واستمر يحتسي القهوة، وبعد شرب القهوة قال لنسائه اسرجوا لي الفرس، وأعدت فرسه للركوب فأخذ سلاحه وركب فرسه واتجه إلى حيث مكان الإبل ومن أخذها فلحق به ابن جربوع وقال اريد أن أساعدك فطلب من ابن جربوع أن يستريح فرجع ابن جربوع.
وقت غروب الشمس عاد الكهل على فرسه يردف معه أسيرًا على الفرس وأمامه الإبل يسوقها، جاء بها دون نقص ونزل عن الفرس وأنزل الأسير وقال لابن جربوع هذا سوف أذبحه لك ضيافة هذه الليلة، فرجاه ابن جربوع أن يعفو عن الأسير فأمر الأسير أن يقعد في ركن من المجلس وهو مربوط اليدين وتركه حتى الصباح، وفي الصباح أعاد عليه ابن جربوع طلب العفو عن الأسير فعفا عنه وتركه يذهب إلى أهله دون أن يخاطبه أو يؤنبه أو يلومه أو يهدده، بل قال له اذهب إلى أهلك من أجل هذا العقيلي الضيف.
إنها شجاعة وأناة وعفو عند المقدرة، أما سليمان بن محمد بن جربوع فهو رجل فيه مروءة وتواضع وتمسك بالدين واسمه يطابق اسم الشيخ سليمان بن محمد الجربوع قاضي العظيم ثم قاضي الارطاوية وهما من أسرة واحدة (١).