وقد حصل على بعضها في حياة الشيخ، فلما توفي الشيخ فهد قام عليه ورثته يطالبون بما لأبيهم عنده كما قالوا مما هو داخل في الإرث.
وخاصموه عند القاضي فأمر القاضي بأن يعطيهم ما قد يكون عنده مما يباع أو له قيمة إذا لم يكن داخلًا في الثلث أو الخمس والباقي يظل كما أوصى به الشيخ لدى ابن جردان الذي اشتهر عند الناس بأن اسمه جردان وليس الأمر كذلك، بل هو محمد بن عبد الله الجردان، وقد نفى ابن جردان أن يكون لديه للشيخ فهد مقتنيات أو أشياء ذات قيمة.
وقد تأتي بقية لهذه المسألة عند ذكر الشيخ فهد بن عبيد في حرف العين.
وكان حمود بن محمد الجردان يذهب مع عقيل إلى الشام ذكر الأستاذ ناصر العمري له قصة تتعلق بذلك، فقال:
سافر جماعة من العقيلات من بريدة إلى مصر، وكان مع أحدهم ثمانون جملًا يتولى رعيها راعي من البادية يساعده شاب يسمى ملحاق، وكان الراعي فظًا شرسًا يعتدي على الملحاق بالضرب ويتركه الملحاق ويزود بغيره فيعامله بقسوة ويتركه الملحاق الآخر.
وكان في ركب عقيل هؤلاء حمود بن محمد الجردان وهو حضري من سكان بريدة فأراد أن يساعد الراعي على عمله لكن الراعي عامله هو الآخر بفظاظة وأراد أن يضربه، فقام حمود بن محمد الجردان وضرب الراعي ضربًا أقعده عن المشي، وقام حمود الجردان بوضع الراعي في مزودة وعلقه على ظهر جمل وجاء به إلى مخيم عقيل وهو يسوق الإبل وحده، فسألوه عن الراعي، فقال الراعي في المزودة على ظهر الجمل، وأنزله من ظهر الجمل ووضعه بين يدي عقيل قائلًا: أخذت ثار رفاقي في السفر من هذا الرجل الفظ الغليظ القلب، وعولج الراعي من آثار الضرب ولكن بعد أن شفي هدأت ثائرته وصار يحترم الناس (١).