للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورحل أهل الشماس كلهم عنه فصار بعد مدة أثرًا بعد عين، ولم يبق منه يغالب الأيام إلَّا مرقبه العالي القوي الذي عمر دهرا قبل أن يسقط، وأدركته أنا مؤلف هذا الكتاب قويا شامخا في عصر الستينات من القرن الرابع عشر.

قال الإخباريون: فانقسم أهل الشماس الذين غادروه إلى ثلاثة أقسام: قسم ذهب إلى أبناء عمه ومواطنيه الذين كانوا سبقوه إلى سكنى الشماسية التي كان أهل الشماس قد أعدوها قبل ذلك لمثل هذا اليوم، وأسموها الشماسية، على اسم بلدتهم تلك الشماس وسكنها بعضهم، وقسم دخل إلى بريدة وصار من أهلها، وقسم ذهب إلى الحبوب الغربية وبعض الأسر ذهب بعض أفرادها إلى الشماسية وبعضهم دخل إلى بريدة مثل الفوزان الذين منهم العثمان والسابق، ومن بين الذين ذهبوا إلى الخبوب الصمعاني والرميان والحمود الذين منهم الضبيب والجمعة الذين نبتت عندهم التمرة السكرية المعروفة التي كانت تسمى في أول الأمر وقبل أن تشتهر بسكرة الجمعة، ثم بالسكرية فقط، وبعض الناس كانوا يسمونها في القديم (نبتة الجمعة)، وذلك في نخلهم في حويلان.

ولكن الأسر التي ذهبت إلى الخبوب ذهب منهم أناس إلى الشماسية أو النبقية أو أماكن أخرى، بمعنى أن بعض الأسر تفرق أفرادها.

ومن الأسر التي دخلت إلى بريدة (الشماسي) والزايدي الذين ذهب بعضهم إلى النبقية وذهب بعضهم إلى بريدة والرديني والصنات الذين تفرقوا كذلك بعضهم ذهب إلى خب الشماس وبعضهم دخل إلى بريدة، وهكذا.

وهذا هو الذي سمعناه وحفظناه من الثقات، ولكنني سمعت من أهل الشماسية أخيرا أن أهل الشماس لم يسلموا لحجيلان بن حمد بالانتقال من بلدتهم، وإنما قاتلوه فلما لم يظفروا بشيء خضعوا لأمره، وهذا مستبعد لأنهم كانوا لبثوا أثناء وجود سعدون بن عريعر محاصرًا لبلدة يقاتلونها أشهرًا ولم يظفروا بهزيمتها، فكيف يستطيعون قتالها بعد ذلك، وقد أيد ابن غنام هذا الرأي الأخير.