أهل الشماس أن حجيلان سوف يفعل بأهل الشماس إن انتصر ما لم يفعله بغيرهم وما لم يفعله بهم في السابق.
وقد حدث هذا بالفعل.
إذ ما أن انتهى الحصار حتى طلب حجيلان من أهل الشماس أن يرحلوا عنه إلى الأبد، وقال لهم عند ما جمع أعيانهم وكبارهم عنده في بريدة: إن بلدكم الشماس كان منذ القديم يناصب بريدة العداء، وكنتم دوما شوكة في جنب بريدة لم يأت إليها مهاجم إلَّا ساعدتموه على الهجوم عليها، ولا اعتدى عليها معتد إلَّا كنتم معه عليها، وآخر ذلك وقت أن اعتدى علينا سعدون بن عريعر، وحاصر بلدنا أكثر من أربعة أشهر، لذا لا يمكن أن نسمح بأن يستمر ذلك، ولذلك لا يمكن لكم أن تبقوا في بلدتكم الشماس، بل يجب أن تهجروها كلكم وسوف نهدمها بعد أن تغادروها إن استطعنا إلى ذلك سبيلًا، ولكم مهلة كذا يومًا لكي ترحلوا عنها.
فالذي يريد منكم أن يدخل إلى بريدة ويقيم عندنا مثل سائر أهلها، حياه الله، والذي يريد منكم أن يذهب إلى أبناء عمه الذين سبقوه إلى سكنى الشماسية يمكنه أن يفعل ذلك، والذي يريد أرضا يعمرها ويتعيش منها فهذه الثوب عارضة جنبها - يريد خبوب بريدة - وفيها أماكن واسعة غير معمورة، بل فيها خبوب خالية من العمارة يمكنه أن يعمرها، ويقيم فيها وسوف نساعده بما نستطيع على ذلك.
أما أن تبقى بلدة الشماس على الوجود بعدما حصل علينا منها، فإن ذلك غير ممكن.
قال الإخباريون: ولما كان أهل الشماس يعلمون جدية الأمر أخذوا في الجلاء عن بلدتهم الشماس، وقال لي والدي رحمه الله، إن بعض أهل الشماس من الذين كانوا بنوا بيوتهم بناء جديدًا صاروا يهدمون سقوفها ويأخذون الخشب الجديد الذي كانوا سقفوها به.