وهذا يفسر ما فعله حجيلان بن حمد بعد ذلك بنحو خمس سنين عندما ساعد الإمام سعود بن عبد العزيز على غزوه لأهل عنيزة الذين كان أميرهم هو نفسه الأمير عبد الله بن رشيد، ونشأ عن تلك الغزو سيطرة آل سعود على عنيزة وإجلاء أميرها عبد الله بن رشيد عنها.
وهناك أمران مهمان لم يذكرهما ابن بشر رحمه الله وقد ذكرهما الإخباريون وقعا أثناء حصار بريدة، أولهما: أن سعدون بن عريعر اتفق مع أهل الشماس البلدة المجاورة لبريدة أثناء حصار بريدة على أن أناسًا من كبار أهلها أي أهل بريدة المناوئين لحجيلان بن حمد يقومون بثورة عليه من الداخل فأرسلوا سرًّا وبوساطة من لا يؤبه لهم من نساء أو أراذل أناس إلى بعض أهل بريدة ذكروا منهم سليمان الحجيلاني وابن حصين هكذا، ذكر اسم هذين الشخصين منهم المؤرخ ابن غنام.
ولكن حجيلان علم بذلك فرصد لهم حتى إذا جاء الشخص الذي كان كلف بان يتصل بهم أمسك حجيلان بأولئك المتآمرين، وقطع رؤسهم وأعطاها ذلك الرجل لكي يعطيها لسعدون بن عريعر هدية له! ! !
وهذان الرجلان يوجد سبب لاشتراكهما في المؤامرة ضد حجيلان، أمير بريدة التي هي مؤامرة ضد أهل بريدة الذين ظلوا صامدين تحت الحصار، بقيادة أميرهم القوي فالأول وهو سليمان الحجيلاني هو من فرع الدريبي الذي كان يناصب فرع الحسن الذي ينتمي إليه حجيلان العداء ويتربص به الدوائر لكي ينتزع الإمارة منه.
وأما الثاني: وهو ابن حصين فإنه من أسرة الحصين الآتي ذكرها في حرف الحاء من أهل الشماس القدماء، ولهم مصلحة في هزيمة حجيلان بن حمد لما كان بين أهل بلدة الشماس وأهل بريدة من اقتتال وتنازع وهما متجاوران، بل متناظران ينظر أحدهما إلى الآخر، وقد علم الحصين وغيره من