أي أخذها منه هو سعد بن عبد الله الدهلاوي أمير الرس وهو من أسرة آل أبي الحصين أهل الرس وحكامه الذين كان جدهم الأول يسمى (حصيني) على لفظ تصغير حصني بمعنى الثعلب، فنسبوا إليه وآل أبو الحصين هم أمراء الرس من قديم الزمان وحتى الوقت الحاضر.
وقول ابن بشر رحمه الله: ثم عدا رجال من أهل بريدة على بيت من الشعر جعله عبد الله بن رشيد رئيس عنيزة للحرب، فأخذوه وجروه وقتلوا فيه أربعة رجال.
هذا يحتاج إلى إيضاح هو ما سبق من كون أهل عنيزة قد ارتدوا مع أكثر أهل القصيم، ولذلك قبضوا على من كانوا عندهم من الذين يعلمون الناس دينهم وأرسلوهم إلى سعدون بن عريعر وهو محاصر بريدة فقتلهم كما سبق.
فأراد عبد الله بن رشيد - بكسر الراء والشين - أمير عنيزة أن يقوم بعمل عسكري يسهم به في مساعدة سعدون بن عريعر والمرتدين الآخرين، وذلك في الإسهام بالعمل على هزيمة أهل بريدة فأنشأ في مكان يسمى (النهير) واقع إلى الجنوب من بريدة في شمالي نخيل الصباخ بيتًا من الشعر جعل فيه سلاحًا وجنودًا من أجل أن يضايقوا المدافعين عن بريدة، ويضغطوا عليهم من تلك الجهة الجنوبية التي هي جهة الذي يجيء من عنيزة إلى بريدة.
وكان بين (النهير) المذكور وبين بريدة القديمة التي كان يضمها السور مسافة من الفراغ من النخيل.
وهو أمن أن يخرج المقاتلون من أهل بريدة على بيته من الشعر هذا لأنهم محاصرون حصارا شديدا، ولكنهم عرفوا بوجود هذا البيت فخرجوا من السور، وهاجموه وكان فيه وقت الهجوم ستة رجال فقتلوا منهم أربعة وفر اثنان وأخذ أهل بريدة ذلك البيت وما فيه من السلاح.