فهو لا يريد أسرة (آل جناح) وإنما يريد أهل قرية الجناح الملاصقة المدينة عنيزة ومن ذلك قوله:
وقتل آل شمس أميرهم علي بن حوشان، ولا يوجد في القصيم من أهل بريدة وما حولها من اسمه آل شمس وإنما هذا تحريف من النساخ صحته وقتل (آل شماس) والمراد بذلك أهل بلدة الشماس الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة بريدة القديمة، وذكرت إيضاحا عنها في (معجم بلاد القصيم) حرف الشين، والمراد ليس أسرة الشماس فبلدة الشماس سميت بأسرة آل شماس الذين أسسوها، ولكنها أصبحت بعد ذلك بلدة مزدهرة فيها طوائف من السكان من أسرة (الشماس) وغيرهم.
وقوله: ويادر منهم أي من القوم الغازين رجال القتال فظهر (بهم) أي لهم أهل البلد وقتلوهم وأرسلوا رؤوسهم إلى سعدون (بن عريعر) فامتلأ غيظًا وغضبًا.
وإرسال رؤس قومه إليهم فيه شك لاسيما أنهم قتلوا في معركة خارج البلد، وجيش سعدون ينظر إليهم ويعرف ما فعلوا وما فعل بهم.
ومثل ذلك ما ذكره ابن بشر رحمه الله من أن أهل عنيزة أرسلوا إليه من كان عندهم من معلمة أهل الدين - جمع معلم - وهما عبد الله القاضي وناصر الشبيلي، وقالوا: هذان كرامة لك، وهدية منا إليك فقتلهم سعدون صبرًا، والقتل صبرًا أن يقتل الإنسان بعد إمساكه أو تسليمه لمن أمسك به.
وقوله: وفي أثناء ذلك أغار سعيد بن عبد الكريم أمير الرس ورجال من بلده على سارحة سعدون، فأخذوا غنم سعدون وهي أربعمائة.
أقول: ينبغي أن نتذكر أن الرس هو البلدة الثالثة في القصيم التي لم تنضم إلى التمرد على الدولة الإسلامية السعودية، لم تشايع سعدون بن عريعر والثالثة هي (التنومة).
وثانيًا أن الذي نعرفه أن أمير الرس الذي أغار على غنم سعدون وغنمها