ومن أخبار (الجطيلي) ما حدثني به سليمان بن عبد الله العيد قال: كنت سنة عند خالي إبراهيم العبد العزيز اليحيى، وكان بَضَّع علي بن محمد الربيش وهو زوج أخته أي أخت إبراهيم العبد العزيز فبضعه مرة ثلاثين بعيرًا من أجل أن يحمل عليها الأموال بالأجرة من الخليج إلى القصيم.
وكان ذلك في عام ١٣٥٠ هـ وصادف أن الوقت كان ربيعًا فاتفق رأيهم على أن يخرجوا جميعا مع أهلهم إلى نفود صعافيق جنوب غربًا من الشماسية يحشون العشب ويحطبون الغضا، وكان موجودًا آنذاك، وذلك أن الوقت ربيع والعشب فيه كثير.
قال: وكان لدي علي الربيش راعٍ لإبله الثلاثين اسمه إبراهيم الجطيلي من الجطالي أهل بريدة.
قال سليمان العيد: وكنا إذا اجتمع عندنا حمل عشب، أو حطب غضا دخلت البريدة أنا وعلى الربيش ووضعناها في بيوتنا لاستعماله عند الحاجة إليه.
وكان لإبراهيم العبد العزيز اليحيى ابن في نحو السنتين كان مريضًا، وقد دخلت أنا وعلي الربيش إلى بريدة في الصباح ولا نعود في العادة إلَّا من بعد الغد ظهرًا.
وجاء إبراهيم الجطيلي بالإبل ليلًا، ولما جاء في الليل نحو العشاء الآخرة كان الطفل قد مات، فأخبر إبراهيم اليحيى الجطيلي بأن الطفل قد مات وهو ابنه ولكنه لا يستطيع أن يعمل له شيئًا لأن معه النساء والأطفال لا يستطيع أن يتركهم في البر، وهو الوحيد إلى جانب ما لديهم من أشياء أخرى، ولم يكن عنده كفن للطفل ولا ماء يغسله به، فقال الجطيلي: أنا أتولاه فحمله على حمار لهم أي لليحيى كان معهم وذهب إلى البرجسية جنوب الشماسية فوجد في طريقه جرادًا ممرحًا فحفر حفرة وملأ أحد ثوبين عليه جرادًا وتركهـ وذهب ومعه الطفل الميت، وكان راكبا على حمار لهم، وطرق باب (الفعيم) من أهل