البرجسية وقال له: معي الولد مات ولا معنا له كفن، فقال الفعيم: ما عندنا إلَّا ثوب نظيف نصلحه له، ففتح الجطيلي مخايط الثوب، وكَفَّن به الطفل بعد أن غسل الطفل من البركة وكفنه في الثوب وصلى عليه مع الفعيم ودفنه غير بعيد منه، ولما فرغ منه كان الفجر قد حان فصلي الفجر مع الفعيم في الشماسية وعاد مع طريقه فأخذ الجراد وهو ملئ ثوبه وأحضره إلى ابن يحيى.
قال سليمان العيد: ولما رجعنا من بريدة أنا وعلي الربيش قال الجطيلي: أحسن الله عزاكم بالولد ثم أخبرهم بقصته.
أما إبراهيم العبد العزيز اليحيى فقد أثنى على الجطيلي ودعا له وقال: الجطيلي أيضًا جاب لنا جراد نبي نأكل به كم يوم، ووضع على العشاء منه ذلك اليوم.
قال سليمان العيد: وقد طبخت النساء لنا مع العشاء جرادًا في تلك الليلة، والعشاء مرقوق، ولا أنسى لذة ذلك المرقوق مع الجراد.
ومن أخبار الجطيلي أن أحد الجطالي من أهل القصيعة كانت عنده بقرة دافع أي قريبة الولادة واراد بيعها ولكنه لم يستطع الذهاب إلى بريدة لأن عليه دينا لواحد من أهلها فذهب بها إلى عنيزة معه حمارة له راكبها وباع البقرة في عنيزة بثلاثين ريالًا فرنسيًا فشرى لأهله شيئًا بريالين، وجعل الدراهم وهي ٢٨ في داخل وثارة الحمارة وهي البرذعة يبحث عن الأمان لها، وكان وحده فقفل راجعًا إلى أهله في القصيعة ولما صار في الغميس شمالًا من الوادي، صادفه لصوص من الأعراب فأخذوا الحمارة وأخذوا هدومه وتركوه عريانًا فقال لهم: يا ناس، أنتم أخذتم الحمارة خلوا على من أحسانكم ثوب يسترني فقال أحدهم: والله إن تكلمت أن نذبحك، إحمد الله أننا ما ذبحناك.
وعاد إلى القصيعة ليس عليه ثياب فأسرعت امرأته إلى مخيول، وهو الذي يسمى (خيال) وهو الثوب القديم الذي يوضع فوق عصا في أعلاها عصا