وهو عبد الله بن صالح بن علي الجعيثن، ويبلغ الآن عمره ٥٨ سنة، وأول من جاء منهم إلى القصيم هو جده (علي الجعيثن) فنزل في الدعيسة في الخبوب ثم جاءوا إلى بريدة.
كان سليمان الجعيثن من (عقيل) تجار المواشي، الذين كانوا يذهبون إلى الديرة الغربية يريدون بها بلاد الشام وفلسطين بالإبل يشترونها من نجد وبخاصة من بريدة ويبيعونها في الشام ومصر بعد ذلك.
واشترى أرضًا بعد أن انتهت تجارة عقيل بأن حسنت حال المملكة ومنع تصدير الماشية منها، إضافة إلى إنشاء دولة اليهود المسماة (إسرائيل) في فلسطين فحالت بينهم وبين تجارة المواشي برًا من نجد إلى مصر، وكانت تلك الأرض واقعة في شمال بريدة خلف (جفر الحمد) مباشرة من جهة الشمال.
و(جفر الحمد) هي التي فيها الآن مقر بلدية بريدة وعمرها بالزراعة، فكان أول من زرع في تلك المنطقة في العصر الحديث وكانت مزرعته آخر مزرعة من جهة شمال بريدة.
ثم إلتهمتها عمارة بريدة فصارت أثرًا بعد حين، بل زال حتى أثرها وصار مكانها بيوتًا وابنية متعددة الطوابق وحوانيت غالية.
وقد عرفت سليمان الجعيثن معرفة حقيقية، وجالسته كثيرًا في فترة من فترات حياتي، رغم كونه من عقيل الذين قد يكون فيهم من يدخنون، ولكنهم لا يدخنون عندنا.
فعرفت فيه طبيعة مرحة، حافظًا للأخبار والطرائف وبخاصة أخبار بدو الشمال الذين كانوا يعيشون في أطراف سوريا والأردن في بادية الشام، ثم صاروا يعودون للرعي في أراضي المملكة، ومواصلة حكامها عندما حسنت