فكان يحكي عنهم نوادر من جهلهم بأمور الدين، وبعدهم عن المعرفة بذلك حتى ذكر أن أحدهم سافر وترك زوجته وأن أخاه اتفق مع زوجته أي زوجة أخيه المسافر على أن يكونا كالزوجين حتى يعود أخوه، وقد اعترف الأعرابي بذلك ظانًا أنه ليس فيه يأس، قال: أخوي ما هو عندها وأنا بدل له حتى يجيء! !
وكان سليمان الجعيثن قد ذهب مع الجند الذين أرسلوا إلى قتال جند الإمام يحيى بن حميد الدين إمام اليمن في عام ١٣٥٣ هـ، فكان يحكي طرائف عن تلك الغزوة وعجائب منها قوله:
وكنا مع الجيش السعودي الذي وصل إلى تهامة اليمن عام ١٣٥٣ هـ وكنا في غاية الحاجة فكنا إذا وصلنا كثيرا من القرى وجدناها خالية من الرجال الأقويا، فتقول النساء والصبيان: الرجال هربوا، خايفين من (أم سعايدة) أي من السعوديين و (أم) هي أداة التعريف في اللغة الحميرية مثل (أل) التعريفية بالعربية، وسعايدة: السعوديون.
قال: ومرة دخلنا قرية وكنا في حاجة إلى الطعام ولم نجد فيها إلا سمسمًا أي حب السمسم الدقيق وعسلًا، فلم نعرف كيفية تناول ذلك فنادينا صبيًّا من أهل القرية وقلنا له: كل من هالسمسم والعسل فغمس أصبعه في العسل ثم غمسه في السمسم فعلق به حب كثير منه ثم أدخله في فمه ومصه.
قال: وأراد أن يفعل ذلك مرة أخرى فمنعناه من ذلك وصرنا نفعل مثل فعله، حتى تبلغنا بذلك من الجوع.
ومن (الجعيثن) الدكتور عبد الله بن علي الجعيثن من الدعاة إلى الله الذين يعملون في وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف - ١٣٢٤ هـ.