للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقد أثبت الواقع الآن صحة قوله في الطيران ولكن ثبت لي أيضًا أنه لم يقصد بجملة (حال التاريخ طرنا) نفسه وأنه سوف يسافر بالطائرة.

وإنما سبب ذلك أنه كان مع رفقة له في البر كلهم محب للنكتة والنادرة، فتذاكروا السفر على الإبل في القديم، ثم تذاكروا ما وجد عندهم آنذاك من السفر على السيارات فقال أحدهم: هالحين بعض الناس في الخارج يسافرون بالطيارات.

فاستنكروا ذلك لأنهم لم يكونوا يتصورونه ولا بلغهم.

وكان أكثرهم تعجبًا من ذلك محمد المنصور الجفن هذا لذا فكر ثم قال: يعني يبدون الناس يقولون (حال التاريخ طرنًا) فأعجب الحاضرون بذلك وصاروا يقولون مستغربين: (حال التاريخ طرنا) وينسبونها إليه فاشتهرت الجملة وصار الناس يلقبونه بـ (حال التاريخ طرنا) من الطيران.

ومن ذلك أن حمد بن فهد الصقعبي أخذ لبنة ورماها في السطح وكان لوقوعها صوت فسأل والد أبو جفن عنها فقال الصقعبي: هذا ولدك محمد وَقَّع.

ومنهم عبد العزيز بن منصور أبو جفن تقلب في عدة وظائف منها مدير مطار بريدة الأول الذين كانت تنزل فيه طائرات الداكوتا ذات المحركين، وكانت له رغم قلة راتبه جرأة على الجلوس مع الأمراء والكبراء سواء من الأسرة المالكة أو غيرها، وكان يدعوهم على المآدب في بيته ويحضر مجالسهم، وبنادمهم واشتهرت أسرته من أجله بالجفن أي مع ترك (أبو).

وأذكر أن أول وظيفة رأيت عبد العزيز الجفن يشغلها كانت عند ابن عمنا محمد بن علي الذيب قائد الحرس الملكي في الرياض، رأيت ذلك عام ١٣٧٠ هـ إذ كان الذيب هو قائد الحرس الملكي آنذاك، وكان الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله لا يزال على قيد الحياة، فكان الذيب مسئولًا عن الطائرات التي تذهب في أغراض الملك عبد العزيز ومن هذا المنطلق أركبني أنا