استفساراتهم الشرعية والاجتماعية رافضًا رد أي سائل أو طالب حاجة من باب أو تلفون منزله أو من جواله في أي ساعة من ليل أو نهار.
وفي صيف عام ١٤٢٩ هـ اكتشف الأطباء مرض السرطان في جسد الشيخ في القولون والكبد وبدأت معالجته في المستشفى التخصصي بالرياض بالجرعات الكيماوية فتدهورت صحته كثيرًا وفي مستهل صيف عام ١٤٢٧ هـ سافر إلى ميونخ في ألمانيا للعلاج حيث استأصل الأطباء الورم السرطاني في القولون على الفور وعادت له صحته وحيوته تدريجيًا ولله الحمد والمنة وكنت برفقته ورأيت كيف انهالت علينا المكالمات الهاتفية من داخل المملكة يشوبها التأثر أحيانًا والبكاء أحيانًا أخرى قلقًا على صحة الشيخ.
وقد مكث الشيخ بعد ذلك في المانيا أكثر من الشهرين ومن حكمة الله وحبه لهذا الشيخ مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم "إذا أحب الله عبدًا ابتلاه" فقد توفي ابنه عبد الله ذو (٢٢) ربيعًا قبل وصوله للمملكة بيومين في زيارة مقررة له سلفًا وما علم بوفاته إلا وهو بالسيارة التي حملته من مطار الملك خالد إلى بريدة فبكاه ودعا له ثم صلى عليه من الغد وحضر دفنه مع جموع المسلمين في مقبرة الموطأ ببريدة صابرًا محتسبًا راضيًا بقضاء الله وقدره وقدم الناس له العزاء وهو في السيارة حفاظًا على صحته وفي هذه الحادثة الغريبة تجلى لدى الشيخ شعوران بالفرح برؤية أسرته ومحبيه وهو في أحسن حال بعد رحلة علاج ناجحة ذهب من بينهم وهو طريح الفراش وفي نفس الوقت شعور بالحزن على وفاة فلذة كبده المفاجئة ابنه عبد الله ومكث الشيخ بعد ذلك في بريدة عدة أسابيع سافر بعدها إلى ألمانيا لاستئناف العلاج الكيمائي للسرطان واستمر على هذا العلاج مرات يتلقاه في ألمانيا ومرات أخرى في المستشفى التخصصي حيث فاضت روحه فيها عند الساعة الحادية عشرة وخمس عشرة دقيقة من مساء يوم السبت الموافق ٢٥/ ١٢/ ١٤٢٨ هـ عن عمر يناهز (٦٥) عامًا ونقل جثمانه إلى