للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يتلقونها فقد كانت في الواقع لقاء ما قاموا به من خدمة، وكان معدّل ما يعطى الكل بدوي ثلاثة جنيهات ذهبية وثوب (وغترة)، وإذا كان من مشائخ البدو الصغار أعطي ستة جنيهات وثوبًا من النوع الممتاز، وكان جميع البدو لا يتركون جلالته إلا وقد منحوا أكياسًا من الرز وسلالًا من التمر وشيئًا من السكر والشاي والقهوة، وكان كل من أدّى خدمة خاصة للملك أو برز في معركة من معاركه يعطى هدايا إضافية تعبيرًا عن امتنان جلالته (١).

وذكر الأستاذ ناصر العمري شيئًا عن (إبراهيم بن جميعة) هذا فقال: إبراهيم بن جميعة من رجال عبد العزيز بن متعب بن رشيد أمير حائل، وقد غضب عليه وعاقبه فهرب من حائل والتحق بحاشية الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وبقي من كبار رجاله، وكان في أول الأمر يرسله في مهمات داخل نجد، من ذلك أنه أرسله إلى بريدة في عام ١٣٢٥ هـ يبشر أهلها بانتصار ابن سعود على سلطان الدويش رئيس من رؤساء قبيلة مطير.

ومحمد الموسى السيف من أهل بريدة من الشجعان وهو صاحب أسفار كثيرة للكويت، وقد كف بصره وهو يحفظ أشعار وقصائد الحروب كان يفد إلى الرياض ويقابل بالتكريم من قبل إبراهيم بن جميعة الذي ترقت به الأمور حتى صار في منصب يشبه منصب رئيس التشريفات في العصر الحديث، وكان يسهر مع إبراهيم بن جميعة وينشده أشعار الحروب ويتذاكر الرجلان الأيام الماضية أيام القوة والفتوة والشباب، ومات إبراهيم بن جميعة فأخذ محمد الموسى السيف على نفسه عهدًا ألا يزور الرياض بعد وفاة إبراهيم بن جميعة، وقد عاش محمد الموسى السيف فترة طويلة بعد وفاة إبراهيم بن جميعة بارًا بقسمه لم يزر مدينة الرياض العاصمة (٢).


(١) توحيد المملكة العربية السعودية لمحمد بن مانع، ص ٢٢٨ - ٢٢٩.
(٢) ملامح عربية، ص ٢٤٨ - ٢٤٩.