منهم علي بن محمد بن علي بن عبد الله الحامد كان من المعلمين المشهورين في البناء بالطين تعدت شهرته بلدة بريدة، فأرسل له أناس من الرياض وحائل للبناء هناك.
ويلقب (الستاد ابن حامد) بمعنى المعلم ابن حامد وهذه صفة تطلق على من يجيد البناء بالطين، ويشترط فيه عادة أن يفعل ذلك دون الاستعانة بالمقاييس التي يستعملها البناءون المحدثون من مقياس الارتفاع والخيوط التي تستعمل لمعرفة استقامة الحيطان، وإنما كان (استاد) يستعمل فراسته وعينه فقط.
ومن أعمال علي الحامد المعروفة أنه الذي بنى المسجد الجامع الكبير في بريدة في عام ١٣٥٩ هـ عندما تصدع بناؤه الأول وهدم، وذلك بإشراف الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة وما حولها، ونفقة من الملك عبد العزيز آل سعود رحمهم الله.
و(علي الحامد) هذا كان أصدق صديق لوالدي رحمهما الله.
فكانا يجلسان يتحدثان لمدة طويلة ومرة اشتريا أرضا جعلاها حوشًا وحفرا فيها بئرًا ثم باعاه بربح قليل، وهو شركة بينهما.
وقد عُمِّر الستاد (علي الحامد) حتى جاوز الثمانين، وعندما كان في هذه السن أصابه في يده جرح لم يندمل ولم يكونوا في ذلك الوقت يداوون الجروح بالأدوية الحديثة لذلك تركه ينتظر شفاءه، ولكن فرحته توسعت ولم يقل لي شيئًا لأنها كانت في ذراعه غير أن زوجته الأخيرة التي هي من الدخيل قالت: ترى الستاد موجعته يده وأخاف أنها توسع فأخذته بسيارتي وكنت من القلائل الذين عندهم سيارات، كنت وقتها مديرًا للمعهد العلمي وأظن ذلك في عام ١٣٧٥ هـ ونحوه.
وكان الطبيب الوحيد في بريدة اسمه عبد الكريم سكرية وهو من بعلبك في لبنان فقال لي بعد أن كشف عليه: إن هذا رجل كبير السن ومعه سكر