جميل بن إبراهيم الحجيلان (١٣٤٧ هـ - ١٩٢٩ م) الذي يعود أصله إلى مدينة بريدة تخرج حقوقيًا من القاهرة عام ١٩٥٠ م، وهو أول وزير الإعلام (١٩٦٣ - ١٩٧٠ م)، كما هو أول سفير لدى الكويت ١٩٦١ م، وقد جمع بين وزارتي الصحة والإعلام، وفي عام ١٩٧٠ م تفرغ لوزارة الصحة حتى عام ١٩٧٤ م، ثم انتقل للعمل الدبلوماسي سفيرًا في ألمانيا، ففرنسا عشرين عامًا، وأمينًا لمجلس التعاون ستة أعوام، وسيرة خصبة ممتدة نصف قرن جديرة بالتسجيل، وبخاصة أن مراحل التأسيس الأولى تشهد كثيرًا من الالتواءات والانحناءات والتحويلات والارتدادات والإشكالات، وربما الدموع مع الابتسامات.
للتاريخ حق على الشيخ جميل الحجيلان أن يكتب سجله العملي الخاص بشفافية ومباشرة، فأربعون عامًا مضت على مغادرته وزارة الإعلام كفيلة بأن تجعل قراءة ملفاتها مباحة ومتاحة، ولعله يحدثنا عما سمعناه عنه من قوة تصل حد القسوة، ولين يبلغ درجة المحبة، وجرأة جعلته يخترق الحجب، ومتابعة ألغي بها بعض الحرِّيات.
حين انتقلت (الجزيرة) لمبناها الحالي عام ١٤١٧ هـ كان الشيخ جميل هو المتحدث الرئيس في احتفالها، ورغم طوال الكلمة فقد شد الأسماع، وامتاز بالإبداع مع الإمتاع، وجاء صوته كأسلوبه، مشيرًا إلى أديب ش غلته الإدارة، وإلى إداري يشتاقه الأدب، ولو فرغ (أبو عماد) للكتابة - كما يفعل بين آن وآن - لقرأنا فيه نموذجًا قلما يتكرر للمثقف المشغول بالوعي والتنوير.
آن للصمت أن ينطق.
وقد برز من هذه الأسرة عدة أشخاص غير الوزير جميل الحجيلان، منهم أخوه المحامي الشهير صلاح الحجيلان، ولم يكن لديَّ وأنا أكتب هذه الأحرف بيان بالبارزين منها، فأرجو المعذرة. انتهى.