وقد عين أصحاب تلك الأضاحي وهم الذين يكون لهم ثوابها عند الله في الدار الآخرة، وقال:
ولمأذنة الجردة ثلاثين وزنة (تمر) يريد لمن يتولى الأذان في (مسجد الجردة) وهو الواقع إلى الجنوب من المسجد الجامع الكبير بمسافة، وكان يعرف بمسجد ناصر، إضافة إلى ناصر السليمان بن سيف الذي كان إمامه والقائم عليه، وتقع (مدرسة السيف) الشهيرة مقابلة له من جهة الغرب.
وقد هدم هذا المسجد والمدرسة العريقة التي أمامه وأدخلا في السوق المركزي لبريدة، ومحي أثرهما فلم يبق منهما عين ولا أثر، وأظن أنه لم يبق منهما ولا صور تحكي حالهما قبل الهدم.
إنَّ مسجد (ناصر) هذا الذي كان يسمى مسجد الجردة هو ثاني المساجد التي بنيت في بريدة فهو مسجد تاريخي و (مدرسة السيف) التي تقابله هي أولى مدارس بريدة الخيرية.
ثم عاد حجيلان العمير ليقول أيضًا: إن المسجد الجردة هذا خمسة عشر وزنة (تمر) للصوام الذي يفطرون فيه، ذكر أنها وشاع أي مشاعة في نخل الحمودية، وليست من نخلة بعينها، وفي الأخير ذكر عبارة جيدة بل ذكية هي أنه ما فضل من غلة النخل فهو بأبواب البر، يصرف على ضعيف الحجيلان، والمراد بالضعيف هنا الفقير، وذكر أن الضعيف يشمل الذكر والأنثى من (الحجيلان) ولكنه لم يذكر مقدار ما يستحقه وهل الأنثى مساوية للذكر فيه.
وقد انتهى من ذكر نخله المسمى بالحمودية، وانتقل إلى ذكر الدار التي لم يصفها لكونها معروفة لديهم، فقال: والدار وقف على الحجيلان الذكور والإناث من اعتاز أي احتاج إلى السكنى فيها فينزل.