ومعلوم أن حجيلان العمير قد كتب وصيته في عام ١٢٣٣ هـ أي قبيل أن يتملك الربدي أية ثروة، وعلى هذا القياس يكون تملك أملاكًا قبل ذلك على الأقل بعشرين سنة على وجه التقرير والربدي آنذاك الذي هو رأس الأسرة محمد بن عبد الرحمن الربدي لا يزيد عمره عن عشر سنين، ولا يملك مالًا.
ثم إن الغرابة ما توحي به الحكاية من معرفته ببريدة بسبب هروب ناقتين له من النبقية إلى بريدة مع أن النبقية إحدى قرى بريدة لا تبعد عنها إلا بثلاثين كيلومترًا ولأهلها تعامل مستمر مع بريدة عاصمة المنطقة.
قال الشيخ إبراهيم العبيد:
وفيها وفاة الرجل النزيه العاقل الرزين حجيلان بن عمير بن حجيلان بن عمير بن إبراهيم الشايع من أهالي بريدة وكانت أسرته من وادي الدواسر وقد ارتحل جده الثالث من الوادي إلى الزلفي وكان قد طمع في إمارة العتبان هناك فاشتروا الإمارة منه بصاع نقود من المشاخص وهي العملة المتعامل بها إذ ذاك ثم إنه ارتحل إلى النبقية الواقعة شرقًا عن مدينة بريدة على مسافة خمسين كيلو، وبعدما استوطنها بمدة طويلة هربت له ناقتان واتجهنا إلى مدينة بريدة فأدركها في الموضع المعروف بغربي المدينة البوطة قد رتعتا حواليه، وكانت ملكًا لمال الربدي الأسرة الكبرى في بريدة، فقال للربدي لعلك تهبني قطعة أرض زراعية فأكون لك جارًا، فقال له الربدي: لك من هذا الحد وجنوبًا، فأعطاه إحدى الناقتين وارتحل من النبقية بأسرته إلى بريدة، فأحيا ذلك الموضع وسكنه، وكان هنا فاصل بين تلك النخيل وبين المدينة غير أنه باتساع المدينة قد أصبحت ملتصقة بها، وكان المترجم حجيلان له إخوة من العقيلات الأثرياء يذهبون للبيع والشراء إلى الشام والعراق ومصر ويضربون في الأرض لطلب الرزق من أبرزهم صالح ابن عمير بن حجيلان كان شجاعًا وذا شخصية بارزة، وفيهم عبد الرحمن وسليمان وكانوا أناسًا صالحين ولد المترجم (١٣٠٩ هـ) وتوفي في صباح يوم الجمعة الموافق ١٩/ ٧ من هذه السنة.