فجعلوا الطباخ ابن خضير الخطيب وقد سمي الخطيب لأنه مطوَّع، أي كان متدينا بلغة أهل الشمال، وكان على درجة من الورع بحيث لا يسمح لنفسه أن يذوق من طعام أصحابه شيئًا ولو كان هو الذي يطبخه لهم.
قالوا: فحلت البركة في طعامهم وعندما عرفوا السبب في ذلك قال الحريص:
أنا أحمد اللي بَدَّل النفط بالشاش ... بَدَّلْ عواصيف النَّجل بالمراهيش
اللي إلى سوَّى اللحم ما لقيناش ... ويدعي لبابيد الليايا عراميش
هذا جزا اللى طبَّق القدر وأنحاش ... وقفي يْدوبحْ مثل عَوْد الدراويش
والنفط هو القطران، والشاش: العطر، وعواصيف النجل: جمع نجلاء وهي العاصفة الشديدة، والمراهيش: انسحب الممطرة البارقة.
والليايا: جمع الية الخروف.
وسوف يأتي في ذكر أسرة (الحزاب) أهل بريدة أبيات له وقصة في ترجمة علي بن مقبل آل عبيد في حرف الميم بإذن الله.
وحدثني محمد بن علي الدخيل أن رجلًا من أسرة الحريص من رجال عقيل أوقف داره في غرب قبة رشيد للناس يبولون فيها لأنه ليس هناك حمامات قريبة منها في القديم، وهي سوق مزدحم فكان على من أراد أن يبول أن يذهب خارج مدينة بريدة وربما خارج حيطان النخيل التي تحدها من جهة الغرب فأوقف داره لهذا وهو يدل على فطنته ومحبته للخير لأن كثيرًا من الذين يأتون للسوق المذكور هم من الشيوخ في السن.
وتدل الوثائق التالية على مقدار ثروته ومقامه عند الناس وأمه من الجاسر أخت لعمر الجاسر هي التي دعت على الهر الذي زغل على ثياب صلاتها.
ذكروا أنها امرأة صالحة مستجابة الدعوة وأن هرًا وهو (البس) بال على