للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحدثني عقيل بن حمد العقبل أيضًا قال: كنا في الأحساء وكنا جماعة من أهل بريدة، وذلك في حدود عام ١٣٥٥ هـ وكان محمد بن حزاب عنده صبي بدوي من عتيبة اسمه عبيد وكان أخن أي: أغن وكانت إحدى أباعر محمد الحزاب قد انكسرت وهي تزاحم الإبل على الحوض فذبحها وفرق لحمها، فقال لصبيه العتيبي سوف أذهب من البيت وأعود ظهرًا ومعي عقيل الحمد، وعبد العزيز بن محمد الشايع فإذا جئت وجدتك قد جهزت القهوة والغداء واجعل إدامه من هذا اللحم الذي عندك من الناقة.

وذهب، ولكن صبيَّه وجد جماعة من البدو من آل مرة جيران لنا ونحن جميعا بالرقيقة في الأحساء يريدون الارتحال وكانت معهم فتاة جميلة فعرض الصبي عليهم أن يعاونهم فأجابوه وجعل يساعدهم حبًّا في هذه البنت، ونسي عمل عمه ابن حزاب فلما جاء ابن حزاب وأنا معه وجد أن الصبيَّ لم يصنع شيئا، واعتذر بأنه يساعد البدو، فتذكر ابن حزاب أهله وقال:

اليوم الضحى يم الطويلة تَعَدَّيْت ... بأيسر قليب عقوب ما من بعاده (١)

يا عبيد فنجال الضحى له تحريت ... لا أشوف عندك للمسير وداده

يا عبيد، ربعك غَيَّروا منزل البيت ... وخلوا لك بس الهوادي ركاده (٢)

يا عبيد، خلوني على الدار وأفضيت ... والبيض كل ذكرته بلاده

الله على ما في ضميري لو تمنيت ... حمرا، تهيض ضامري باجتلاده

سكرانة دجرانة كل ما اوميت ... تروج بي روج الظليم بحماده (٣)

مرواحها من (هجر) يوم مَدَّيت ... بير بجو رماح عسر وراده

والصبح من طارف قطينه تقهويت ... ولا لي على قطان جوه جلاده (٤)


(١) قليب عقوب بالرقيقة بالأحساء.
(٢) يريد آل مرة أولئك.
(٣) دجرانة: تترجرج.
(٤) أي قطين رماح.