ومن ذلك أنه قرب حلول عيد رمضان عليهم، وليس عنده ما يكسو عياله اللعيد، قالوا: وليس عنده ما يتصدق به صدقة الفطر عن أهل بيته، مع أنها لا تجب إلا على من يجدها، ولكن لم يكن عادته إلا أن يخرجها فقالت له امرأته:
لقد قرب عيد رمضان، ونحن ليس في بيتنا طعام ولا على أولادك كسوة، فقال لها ييسر الله تعالى إن شاء الله.
قالوا: وقبل العيد بيومين هتف هاتف في المنام بفلان الربدي من أهل بريدة وكان أكثر أهل بريدة ثراء في وقته، وبفلان بن بسام في عنيزة وكان أكثر أهل عنيزة ثراءً يقول لهما: الشيخ ابن حسن بالقصيعة ما لعياله كسوة، ولا عنده عيد.
قالوا: فكل واحد منهما أرسل رجلًا على حمار يحمل كسوة وطعامًا فتوافوا في مساء اليوم الذي يسبق العيد بيوم واحد عنده في القصيعة.
قالوا: ومرة أصاب الناس وباء يسمونه الصخنة، بمعنى الحُمَّى، فصار الشيخ عبد العزيز بن حسن هذا يستدير على القصيعة و (يورد) عليها أي يقرأ الورد من الآيات والتعوذات.
قالوا: فلم يصب ذلك الوباء أحدًا من أهل القصيعة.
وقد عاش الشيخ عبد العزيز بن حسن في آخر القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر، ولم نقف على تاريخ وفاته.
ولكنه معروف عند الإخباريين من أهل القصيعة حتى الآن.
وقد صاهر (الحسن) هؤلاء أسرة العمري الشهيرة فتزوج سليمان بن مبارك العمري وهو جد والد الشيخ صالح بن سليمان العمري أول مدير التعليم في القصيم امرأة منهم هي نورة بنت عبد العزيز الحسن، فولدت له أولادًا.
و(عبد العزيز الحسن) هو الشيخ المذكور المشهور بالصلاح واستجابة الدعاء.
و(مبارك) المذكور هنا هي (العمري) نسبوا هنا إلى جدهم الأدنى (مبارك) العمري كما سيأتي ذكر ذلك عند الكلام على أسرتهم.