وأفادني الأستاذ سليمان بن إبراهيم المزيني من أهل القصيعة بترجمة للشيخ الزاهد عبد العزيز بن حسن، وهما معًا من أهل القصيعة، والأخ سليمان المزيني مهتم بهذه الأمور، وثقة فيما يكتبه، قال.
أسرة الحسن: كان منها من سكن القصيعة في القديم، وكان من أبرز رجالاتها الشيخ عبد العزيز بن حسن، الذي جمع بين الزهد والعبادة والفضل والدعوة، وغيرها من أعمال الخير، ولد - رحمه الله - في القصيعة، ويقال إنه أول إمام لجامع القصيعة، عمل على تكريس جهوده في تعليم أبناء البلدة، وتحفيظهم القرآن الكريم، رجل قوي بإيمانه، عظيم بتوكله على الله، يصبر على البلاء، ويحتسب ذلك عند الله - سبحانه وتعالى - كان له من الأبناء واحد، وقد سافر في أيام الغربة إلى الشام وفلسطين طلبا للعيش، إلا أنه توفي هناك، وباقي ذرية الشيخ بنات، كان الشيخ ممن وهبوا حياتهم لخالقهم، فلم يكن يفكر في دنيا، ولا في جمع مال، بل لم يكن يدخر قوتا لغده، وكان له قصص لا يشك من سمعها أنها من كرامات الأولياء، نذكر بعضها.
فمن ذلك أنه في إحدى السنوات اجتاح البلاد مرض معد إذ وصل إلى بلدة فتك بها، ولم يكن في ذلك الوقت مستشفيات ولا مراكز صحية، وعندما علم الشيخ بانتشار المرض وقربه من القصيعة خرج بإيمان صادق وثقة بالله إلى أطراف البلدة وأخذ يدور حولها ويحصنها بالآيات القرآنية والأوراد النبوية وينفث، فسلمت البلدة من تلك الأمراض.
وقد ذكر أن رجلًا من أهالي بريدة رأى في منامه ليلة من ليالي هذا المرض أن خيلا عليها رجال دخلت البلدان ولما أقبلت على القصيعة رجعت، وقالوا: ابن حسن جعل عليها سورًا من حديد.