للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جلس الشيخ عبد الله للتدريس في بلدة المريدسية، فبقي عدة سنوات يدرس ويحضر عنده جموع من الطلبة سواء من داخل هذه البلدة أو من خارجها، فعلى سبيل المثال كان يأتي للدراسة عليه ابن ضويان من حويلان، ومحمد بن مقبل ورشيد بن إبراهيم المحيميد من البصر، وقد درس على يديه وانتفع به خلق كثير، واستفاد منه الخاصة والعامة.

كان الشيخ عبد الله يتحلى بالتقى والصلاح والعفاف، وقد عرف عنه التواضع والسماحة حتى مع النساء والأطفال، وكان من المشهور عنه اختياره جانب التيسير على الناس في أحكام الدين.

ومن جانب آخر فقد كان للشيخ عبد الله دور واضح في حل مشاكل الناس وخدمتهم في بلدة المريدسية وما حولها من قرى، وبالنسبة لاسرته فمن الطبيعي أن يصبح مقصدهم فيما يعرض لهم من قضايا، فكثير من وصايا أفراد الأسرة كتبها الشيخ بنفسه، كما كتب جملة من وثائق البيع والشراء والمداينات الخاصة بهم، بل تعودت الأسرة أن تسند إليه الولاية على الوصايا والأسبال، ومن أشهرها وكالته على قسمة وصية ابن عمه إبراهيم المهنا الصالح وأولاده في الربيعية، وقد ورد ذلك بوثيقة كتبها الشيخ عمر بن محمد بن سليم، حيث جاء في مطلعها بعد التسمية (حضر عندنا عبد الله بن حسين الصالح وكيلًا عن قسمة وصية إبراهيم المهنا ووصايا أولاد إبراهيم وأختهم .... )، وفي ختامها ورد قوله: وشهد به وأثبته كاتب الأحرف عمر بن محمد بن سليم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه، حرر غرة جمادي سنة ١٣٣٦ هـ).

وما زال الشيخ عبد الله على حالته الحميدة من خدمة العلم، ونفع العامة والخاصة، والعبادة والطاعة حتى وافاه أجله في سنة ١٣٣٧ هـ، بعد إصابته بالمرض العام الذي نزل بالناس في تلك السنة.