عاد إلى بلده وتابع طلب العلم حتى صار من العلماء المعروفين فيها، وقد رشح للقضاء عدة مرات سواء في بريدة أو ما يتبعها من المدن والقرى، ولكنه لم يقبل بذلك، وآثر العافية.
عايش الشيخ عبد الله الفتن التي عصفت ببلده، والمحن التي مرت بها أسرته من جراء ولايتهم الإمارة في القصيم، فتجرع مقتل عمه مهنا الصالح عام ١٢٩٢ هـ، ثم تجرع ما حدث في وقعة المليدا سنة ١٣٠٨ هـ، حيث قتل فيها أخوه عبد الرحمن وجمع من أبناء عمومته، فضلًا عن أسر ابن عمه حسن المهنا حاكم بريدة وعدد من أفراد أسرته، وسجنهم في حائل.
ثم شهد ما حصل من نكبة لأبا الخيل، وقد تمثل ذلك في مقتل صالح الحسن وأخيه مهنا عام ١٣٢٤ هـ، ثم في مقتل أبناء إبراهيم المهنا الصالح ومعهم ابن عمهم عبد العزيز بن حسن المهنا في الشماسية سنة ١٣٢٧ هـ.
في ظل تلك الظروف التي مرت بها أسرته، وما تبع ذلك من تقلبات سياسية، وفتن متتابعة في بريدة فقد رحل عنها، واستوطن قرية المريسية أحد الخبوب الغربية، واعتزل فيها، فصار همه العلم تعلمًا وتعليمًا، وتفرغ للعبادة، وصار طلابه وأحبابه يأتون إليه ويستفيدون منه، وقد كان أخص أصدقائه وأحبهم إليه الشيخ الزاهد عبد الله بن محمد بن فدا، وكان كثيرًا ما يلتقيان ببعضهما بعضا، ويتباحثان في مسائل العلم، وقد نقل الشيخ عبد الله بن محمد عن والده الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله أنه ذات يوم جاء الشيخ ابن فدا إلى صديقه الشيخ عبد الله، فأخبره أن عقربا لدغته مع أنه قد قرأ الأوراد المعروفة التي تحمي قارئها بعد الله سبحانه من أن يصاب بشيء، فقال الشيخ عبد الله: الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لم يضره شيء، ولم يقل لم يصب بشيء، ثم سأل ابن فدا: هل ضرتك هذه العقرب؟ قال: لا، فقال: هذا هو معنى الحديث.