للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وملاحظة أخرى وهي أن الوثيقة مكتوبة بخط الشيخ القاضي محمد بن عبد الله الحسين نفسه، ومع ذلك كتب الشيخ في آخر الوثيقة الرئيسية عبارة قال ذلك وأملاه مثبتًا له محمد بن عبد الله آل حسين قاضي بريدة، فأوهمت هذه العبارة أنها بخط غيره، لأن هذا هو معنى الإملاء وهو أن يطلب شخص بخاصة إذا كان كبير القدر أن يكتب الكاتب ما يمليه عليه.

ولكن الشيخ محمد رحمه الله نفي ذلك بقوله في آخر الورقة: كتبه وأملاه محمد بن عبد الله آل حسين فأثبت أنها بخط يده رغم ذكره أنه أملاها ونحن نتيقن أنها بخط الشيخ القاضي محمد الحسين لأنه معروف لنا.

أما بشر المشار إليه فهو بشر بن فرحان أحد رجال الأمير عبد الله بن فيصل أمير بريدة من الرجال الذين كان أحضرهم معه عندما قدم أميرًا علي بريدة من أهل جنوب نجد.

وقال الشيخ عبد العزيز المسند في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الله الحسين: (كان عالمًا ورعًا زاهدًا فيما عند الناس، وكان يقضي وقته في المسجد يقرأ القرآن ويكتب العلم ويتعبد، وكان يحج كل عام حتى مرض في آخر عمره، كان سمح الخلق، واسع البال، لا يعرف الغضب إليه طريقًا، وكان لا يمل حديثه ولا مجالسته، وكان يتفقد أقاربه وجيرانه، ويتعهد الفقراء والمساكين حسب استطاعته، وكان صريحًا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم، وكان محبوبًا لدي جميع معارفه والمتصلين به، وكان يعبر الرؤيا فتأتي على تعبيره).

تولى القضاء في عدة بلدان ومنها نفي والجعلة وعنيزة وبريدة، كان

آخرها في عام ١٣٦٤ هـ (١)، كما قام بنشر العلم لراغبيه عن طريق تولي التدريس والفتيا.


(١) الصحيح، ١٣٦٣ هـ.