للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد العبد الله الحسين أبا الخيل، من بريدة هو العالم الجليل الورع الزاهد الشيخ محمد بن عبد الله بن حسين بن صالح بن حسين بن عبد الله بن إبراهيم أبا الخيل، من آل نجيد من عنزة من المصاليخ ويلتقي آل أبا الخيل في بريدة وعنيزة وغيرهما ممن نزح عنهما في جده الأعلى.

ولد هذا العالم في قرية المريدسية ببريدة وذلك عام ١٣١٠ هـ في بيت علم وشرف ودين، فلقد كان أبوه من العلماء العاملين فرباه أحسن تربية فنشأ نشأة طيبة في رعاية أبيه وكان يحثه على العلم ويرغبه فيه.

فلما بلغ السابعة أدخله أبوه المكتب عند مقري، فحفظ القرآن وجوده ثم حفظه عن ظهر قلب، وتعلم عند المقرئ مبادئ العلوم وقواعد الخط والحساب ثم لازم أباه في طلب العلم كما لازم الشيخ عيسى الملاحي، وكان عيسى يتنقل ما بين بريدة والمريدسية فلازمهما في الأصول والفروع وفي الحديث والفرائض، وكان هناك حروب وفتن وهرْج ومرْج حالت دون طلبه للعلم خارج قريته.

ولما توفي والده عبد الله وكانت الفتن قد هدأت واستتبَّ الأمن انتقل إلى بريدة وتجرد لطلب العلم الشرعي ولازم علماء بريدة ومن أبرز مشائخه الشيخان عبد الله بن محمد بن سليم وعمر بن محمد بن سليم وعبد العزيز بن بشر وكلهم من قضاة بريدة لازمهم ليله ونهاره كما كان ملازمًا لعيسى الملاحي في علوم العربية كلها، وكان من أوعية الحفظ ذكيًّا نبيهًا سريع الفهم، فكان شيخه عمر يستنيبه على القضاء متى غاب أو مرض.

وكان قويًّا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يصدع بكلمة الحق لا يخشى من أحد ويميل في ذلك إلى الشدة وعنده غيرة عظيمة متى انتهكت المحارم.

تعين قاضيًا في قرية الجعلة من قرى بريدة واستمر في الجعلة قاضيًا سنين طويلة.