وحينما نقل من قضاء عنيزة أسف عليه كثير من محبي الخير لعدم مبالاته بأحد في الأمر بالمعروف، وكان جوادًا كريمًا، فإنه انتقل من عنيزة مدينًا مع كثرة ما قبضه من غلال على القضاء، وعلى إمامة مسجد الجامع فيها.
ولمَّا توفي شيخه الشيخ عمر بن سليم التمس أهالي بريدة من جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أن يعين الشيخ المذكور قاضيًا عندهم، فعينه فقام بالقضاء في ربيع الثاني من عام ١٣٦٣ هـ، ولم تطل مدته أيضًا في قضاء بريدة، فعين بدله في شعبان من ذلك العام الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد.
والأمور التي سببت النفرة بينه وبين الناس حتى تنتهي بتركه القضاء هي صراحته في الحق وشدته في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعدم سكوته على ما يعتقد أنه مخالف للشريعة، وقد يحصل بسبب هذا أخطاء في بعض التصرفات، سواء منه أو ممن يخالف منهجه.
والقصد أنه كان من الورعين البعيدين عن كل شبهة، وأنه من العباد المنقطعين للعبادة، فكان يحج ويعتمر في رمضان كل عام، وكان يتفقَّد جيرانه وأقاربه ويبرّهم بما يقدر عليه.
وكان إمام مسجد في جوار بيته قد انقطع فيه للعبادة أو لإلقاء الدروس على من يحضر إليه.
وقد ألَّف كتابًا في الفقه سماه - الزوائد على الزاد - ثم الحق تعليقات نفيسة على هذه الزوائد وعلى متن الزاد، فجاء مع أصله مجلدًا ضخمًا، وقد شرع بطباعته على نفقته قبل وفاته، ووزِّع مجانًا، ثم أعيد طبعه على نفقة غيره (١).