يجتمع نسب الشيخ المترجَم مع آل أبا الخيل أهل مدينة عنيزة في جده الأعلى (إبراهيم)، فهو من ذرية (عبد الله بن إبراهيم أبا الخيل)، وسكان عنيزة هم أبناء (محمد بن إبراهيم أبا الخيل).
أما صلته بآل مهنا أمراء بريدة في السابق، فهي أقرب، لأنه يجتمع بهم في (صالح بن حسين)، فجده الأدنى حسين بن صالح بن حسين، وأمير بريدة سابقًا هو (مهنا بن صالح بن حسين)، فصالح بن حسين جامع لهما.
وُلد المترجَم في قرية (المريدسية)، إحدى قرى مدينة بريدة، وهي إحدى القرى التي يطلق على مفردها (الخب) وعلى جمعها الخبوب، وولادته عام ١٣٠٨ هـ ونشأ في هذه القرية بين أبويه، فلما ميز دخل في كُتَّاب قريته وتعلم فيه مبادئ الكتابة والقراءة.
ثم شرح في القراءة على والده، فوالده من العلماء المدركين، فإن الملك عبد العزيز لما عزل الشيخ عبد العزيز بن بشر من قضاء بريدة استشار الشيخ صالح العثمان آل قاضي فيمن يولي مكانه، فأشار عليه بوالد المترجَم وهو الشيخ عبد الله بن حسين، ولكن الأحوال السياسية غير مناسبة لتوليته آنذاك.
ثم إن المترجم انتقل إلى بريدة، فأخذ النحو فيها عن الشيخ عيسى الملاحي، والتوحيد والفقه عن الشيخ عبد الله بن سليم والشيخ عمر بن سليم حتى أدرك.
وفي شوال من عام ١٣٦٠ هـ ستين وثلاثمائة وألف ولي قضاء مدينة عنيزة، ولم تطل مدته لخلاف وقع بينه وبين إمارتها وبعض أعيانها، ثم عاد إلى وطنه بريدة في الخامس عشر من شعبان عام ١٣٦١ هـ، وفي مدة إقامته في عنيزة قاضيًا كنت أحضر مجالسة، ولم أكن شرعت في طلب العلم، ولكنه رحمه الله من عشيرة أخوالي، فكان كثير الزيارة لخالي صالح المنصور أبا الخيل لصلة القرابة بينهما، كما صار له صلة بوالدي لصلة العلم بينهما، فكنت أحضر مجالسه واستفيد من مناقشتها التاريخية، وقد ذكرت أشياء منها في هذا الكتاب.