للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعد وفاة شيخه صالح الكريديس سنة ١٣٦٠ هـ (١)، واستمر فيه مُدَّة تصل إلى أربعين سنة، حيث استقال من الإمامة بعد أن أرهقته الشيخوخة سنة ١٣٨٩ هـ فتكون إمامته في هذا المسجد في الفترة (١٣٦٠ هـ - ١٣٩٨ هـ).

ولد رحمه الله في بريدة سنة ١٣٢٠ هـ وأخذ عن علماء بلده ولازم الشيخ صالح الكريديس، فحفظ القرآن عن ظهر قلب، ثم توجَّه لطلب العلم حتى أدرك، عُرض عليه القضاء مرارًا فرفض تورُّعا، لم يتولّ من الأعمال سوى إمامة المسجد، كان رحمه الله هادئ الطبع منصرفًا لطاعة ربِّه توفي رحمه الله في ٤/ ١/ ١٤٠٢ هـ بعد مرض ألزمه الفراش مدة طويلة (٢).

وقد أدركت أخوي الشيخ عقلا وهما عبد العزيز بن موسى الحسين وعبد المحسن وهما من طلبة العلم، بل من المشايخ الذي عرفوا بمحبة طلب العلم، والالتزام بأحكام الدين، ولو كانا في مثل هذا الوقت لشغلا مركزين في أهل العلم.

ومنهم المهندس محمد بن عبد العزيز الموسى الحسين قصة حياته تدل على العبقرية، وفرط الطموح، فلم يدرس في مدرسة متوسطة، لأن أهله مثل كثير من الناس في القصيم لم يكونوا يرون أن أبناءهم يحتاجون إلى أكثر من تعلم القراءة والكتابة.

وعندما كبر وأدرك ذلك دخل المدرسة المتوسطة منتسبًا فنجح منها إلى الثانوية ثم انتسب في الثانوية حتى حصل على شهادتها بتفوق فابتعثته الحكومة الدراسة هندسة الطرق في الولايات المتحدة، وقد تخرج منها في عام ١٣٨٧ هـ مهندسًا للطرق والجسور.

وقد انعكست دراسة المهندس محمد بن عبد العزيز الحسين هذا خيرًا على


(١) الصحيح: سنة ١٣٥٩ هـ.
(٢) مساجد بريدة، ص ١٥٩.