للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من حوله من أولاده وإخوانه وأقاربه وأبناء عشيرته وأخبرهم بما حدث لنسيبه وأنه في مأزق حرج مع السلطان.

فبدأت التبرعات تنهال، فقال أحد الحاضرين أنا علي كذا من الإبل وقال آخر وأنا علي كذا، فلم يغادرا المكان حتى جمع أكثر من مائة من الإبل.

وقفل عائدًا الولد وهو فرح ومستبشرٌ وعرج على صهره البخيل، وإذا هو حاجز له تيس ماعز كبير السن، وقال: والله يا نسيبي هذا التيس غالٍ ولكن عليك ما يغلى.

أخذه الصهر وساقه أمامه الإبل كأنه كلب حراسة، وهو يقول صدق والله والدي، صدق والله والدي، وصل الراعي إلى بلده وهو يسوق الإبل والتيس أمامها وأخذ معه الفرس وبعد ما سلم على السلطان وطلب منه أن يستلم الإبل المطلوبة منه.

خرج السلطان لاستلامها والسلطان ممسك بقطعة اللحم ليريها الراعي أنه ذابح فرسه، رأى السلطان أول ما رأى فرسه سليمة ومعافاة لم تمس بأذى، تعجب السلطان ومن معه من هذا الأمر وهذا الموقف العجيب، وما الداعي من هذا الفعل الذي عمله الراعي مع السلطان، ضحك الراعي وقال السلطان تفضل واجلس بمجلسك وسوف أخبرك بكل شيء.

جلس السلطان بمكانه ومن حوله مساعدوه، وأخبر السلطان بوصية والده له وأنه عكسها ليرى هل كلام والده صحيح أم أنه ارتجل فوجده صحيحًا مائة في المائة.

حيث البخيل لم يقف معه بهذا الموقف الصعب رغم غناه، وأمه لم تحفظ السر، والسلطان لم يعفه من ضياع فرسه رغم الأعذار، تعجب الجميع من هذه السالفة المفيدة.

ويقول المثل: (الذي يعصي والده احذر تقاربه) (١).


(١) سواليف المجالس، ج ٢، ص ١١٣ - ١١٧.