أقول: أدركتهم أصدقاء لوالدي بعد جدي ينزلون عنده إذا جاءوا إلى بريدة فيستضيفهم في بيته ويطعمهم طيلة إقامتهم في بريدة.
قال جدي: فوجدناهم عقب ربيع والخير عندهم من السمن والأقط، والخرفان السمينة كثير فبعنا واشترينا وربحنا، ولما عرفنا من التجربة أن غزو بريدة قد ذهب منذ أيام عديدة عدنا إلى بريدة.
ولم نكد نستقر فيها حتى جاء سليمان بن رشيد الحصان رجَّال حسن المهنا وقال لنا: الأمير حسن المهنا أرسل لنا يطلب (لحيق) بكسر اللام والحاء اللغزو وكتبناكم أنت يا العبودي وأنت يا أبو علوان، وأبرز كتابة الأسماء بخط راشد بن سليمان السبيهين المعروف (بأبو رقيبة) وكان مشهورًا بالكتابة يكلفه الأمير بكتابة ما يريده كما كان يكلف عبيد بن عبد المحسن العبيد - والد الشيخ آل عبيد - بمثل ذلك.
قال: فلم يسعنا إلا الانصياع لذلك وقال الحصان: موعدكم (النقيب) شرق بريدة، وكان البرد قد استحكم فأنشأ (أبو علوان) قصيدة أولها:
يا ربعتي واشين نوم النقيب ... واشين شوف حزومها مع وجمها
وفي آخرها قال:
يا ربّ يا الله وإنك حسيبي ... على (الحصان) وراشد اللي رقمها
وقد وجدت في دفتر جدي لأمي موسى بن عضيب رحمه الله سندًا يؤكد بأن الحصان الذي هو من رجال حسن المهنا اسمه سليمان الحصان.
وهذا هو السند مكتوبًا بخط الكاتب الثقة الثبت راشد السليمان الذي هو راشد بن سليمان السبيهين الشهير بـ (أبور قيبة) وفيه يقول: ويدعى سليمان أنه وكيل للأمير حسن، يريد في ذلك المبيع.