قالوا: فولد له عبد الرحمن الذي تقدم ذكره فزوجه وعمره ١٦ سنة ولكن عبد الرحمن لم يولد له ولد ذكر إلّا بعد سنتين من زواجه حيث ولد أكبر أبنائه صالح، وليس بينهما في العمر إلا ١٨ سنة.
أما الأب صالح فقد ولد له بعد عبد الرحمن خمسة أبناء.
وعلى ذكر صالح بن عبد الرحمن الحصان هذا الذي لا يكبره أبوه إلا بثماني عشر سنة أقول: إنني عرفته معرفة حقيقية، فكان والده يرسله معه أخوه عبد الله الذي هو أصغر منه إلى الشام وغيره في تجارة الإبل ونحوها؟ .
وقد زوج ابنه صالحًا لأن المال الذي يعملون فيه في التجارة هو لوالدهما عبد الرحمن، وكان عبد الله ابنه لم يتزوج بعد، وقد صار في سنن يتزوج فيها أمثاله من الشبان أو تزيد فطلب من والده أن يزوجه، فقال له: إذا جئت أنت من هذه السفرة، وكان على وشك السفر مع أخيه صالح، إلا أن المشكلة أن صالحًا أخاه ماتت زوجته وتركت له طفلين.
فصار على عبد الرحمن أن يزوج ابنيه كليهما من ماله، وقد صمم على أن يبدأ بعبد الله الأصغر لكونه لم يتزوج.
فذهب إلى الحسني من أهل المريدسية يخطب بنتًا له لابنه عبد الله، ولكن الحسني قال: أنا ما أزوج بنتنا لشاب لا يملك شيئًا ولا أعرفه حق المعرفة، وإلا فالنسبة لكم على العين والرأس، إذا كنت أنت تبي تزوجها فلا بأس.
قالوا: فتزوجها الأب، ولما علم الابن عبد الله بذلك غضب ولكن والده قال له: إذا عدت من السفر إن شاء الله زوجناك، فسافر مع أخيه صالح مكرهًا ولكنه مات ولم يمض على مغاردته بريدة إلَّا أيام، ولا أدري سبب موته، بذلك صار على عبد الرحمن أن يبحث عن زوجة واحدة لابنه الأكبر صالح، بدلًا من أن يبحث عن زوجة لكل واحد من ابنيه.