وكان جدي عبد الرحمن العبودي راميًا ماهرًا لأنه صاحب صيد وقنص ولديه بنادق.
قال والدي: فأخذ والدي معه من بريدة بندقين حمل إحداهما وحملت الأخرى.
وقال لعلي الحصين أبي أنزل أنا وإياك في الزبية من أول الليل، لأننا ما ندري متى يجن الظباء.
قال: وبالفعل نزلا في الزبية وذهبت أنا مع ابنه عبد الله الحصين والد هذا الرجل وولد آخر لا أذكره الآن ونمنا في النفود غربًا من الحايط.
وعندما طلع القمر في تلك الليلة مع منتصف الليل، أقبلت الظباء تريد أن تدخل مع الصريفة، وكان والدي قد طلب من علي الحصين أن يكون مستعدًا لإطلاق النار من بندقه بمجرد أن يلمسه بكتفه فلما صارت في مرى البندق أطلقا النار عليها وهي عدد غير قليل من الظباء ثم أسرعا يوقدان النار في ذؤابة عسيب وينظران، وإذا بظبي منها قد وقع ميتًا على الأرض، وأثر ظبي أخر ينقط منه الدم على الأرض ولكنه أبعد بحيث لم يستطيعا أن يتبعاه في الليل.
وعندما صلينا الفجر ذهبا وذهبنا معهما نقص أثره، فوجدناه قرب الخسف ميتًا وقد أكل منه حيوان صغير يشبه أن يكون ثعلبًا شيئًا قليلًا من فخذه فسألا الشيخ محمد بن عمر بن سليم عن حله فقال: إذا كان الذي أكل منه بعد موته فهو حلال، لأنه يكون مات من الرمية، أما إذا كان أكل منه وهو حي فمات بسبب أكل السبع منه فهو حرام، فذكرا أنه لا يمكن أن يموت من أكل ذلك السبع، وإن دمه كان ينقط على الأرض فقال: إذًا هو حلال.
قال والدي: فأخذنا الظبي وأخذ علي الحصين الظبي الآخر.