للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قد أسن وضعف بصره فسألني من هذا الأخ عندك؟

فقلت: علي الحصين، فسأله هو قائلًا: ويش اسم أبوك؟

قال علي: عبد الله فسأله وجَدَّك؟

قال: علي، فقال والدي هل جدك صاحب الملك بالشماس؟

قال: نعم.

فقال لي والدي، يا وليدي تري صحبتكم ما جت من بعيد.

جد ها الرَّجَّال وأبوي - أي جدي أنا - أصحاب، ثم قص علينا معًا القصة التالية.

قبل سنة المليدا بثلاث سنين، أي قبل وقعة المليدا بثلاث سنين وذلك يكون عام ١٣٠٥ هـ لأن سنة المليدا كانت في عام ١٣٠٨ هـ جاء إلى والدي (علي الحصين) جد هذا الرجل، وهو صاحب حائط نخل وفلاحة في طرف الشماس وقال: يا أبو ناصر، الظباء قطعن، أو قال: يبن يقطعن قتنا لأنهن بالليل يرعنه، وكان ذلك لكون السنة مجدبة والرعي قليل في البر، وكان ملكهـ جهة الشمال منه قفرًا خاليًا من أية عمارة.

قتل: فذهب والدي معه إلى فلاحته في الشماس، ورأى طريق الظباء وأنها تدخل مع فرجة ضيقة في صريفة عليه، والصريفة هي حاجز من عسبان النخل تقام على حدود البستان لتمنع الدواب من دخوله.

قال أبي: فقال أبي له: نبيك تحفر زبية باكر، والزبية حفرة تكون في الأرض وتسقف بالقش والسعف بحيث لا يرى من فيها.

قال: ولكن لابد من أن تفرغ منها وتسقفها وتتركها ليلة، لأن الظباء تشم ريح ابن آدم قبل أن تراه، لذا لابد أن تكون على مرمى البندق من الثلمة أي الفرجة التي تدخل منها الظباء إلى الحيالة التي فيها القت، وسوف نأتي إليك القابلة.