حقيقة واقعة فهو ضنين بمدح الناس.
كان (علي الحصين) يكاتبني عندما أغيب عن بريدة مع شيخنا الشيخ عبد الله بن حميد إلى الرياض بكل ما يتعلق بالثقافة والكتب وأحوال المشايخ وطلبة العلم، وسوف أورد بعض تلك الرسائل فيما بعد.
وكان إلى ذلك يقرض الشعر على قلة، وقد عرفت له مقطوعتين إحداهما نشرت في إحدى الجرائد، والثانية وجهها إليَّ يدعوني إلى حضور حفل الزواج لأخته الوحيدة مطلعها:
تفضل صديقي إلى بيتنا ... غدا فبهذا يتم السرور
وهي خمسة أبيات لم أجدها في أوراقي، وإنما حفظت هذا البيت في أولها.
وكنت في وقت الطلب قد مَرَّ علي بيت رددته معه لجمال معناه وهو:
ما في الدار أخو وجد نطارحه ... حديث نجد ولا خل نجاريه
فضمنته أبياتًا جعلته مطلعها وذكرت فيها (علي الحصين) قلت:
ما في الديار أخو وجد نطارحه ... حديث نجد ولا خل نجاريه
هذا القصيم الذي أرجاه عامرة ... من الأناسي خلت من ذا نواحيه
وجلهم جاهل وجهلهم أبدًا ... ايمان مرجي فلا تستثنين فيه
إلَّا علي بن عبد الله صاحبنا ... فكل شيء من المعلوم يدريه
أعني الحصيِّن من فاقت فضائله ... كل الصحاب فلا خل يضاهيه
يا رب وفقه للخيرات أجمعها ... للدين والعلم مع إرضاء باريه
كان الأستاذ علي الحصيِّن رحمه الله يأتي إليَّ وأنا في دكان والدي في أعلى سوق بريدة القديم المسمى (القشلة)، وكان والدي يجلس في الدكان إلا أنه