قلت: إن أسرة الحصيِّن هم من أهل الشماس القدماء، وذلك لا شك عندي فيه وهو معروف مدعم بوثائق مكتوبة منها ما ذكره بعض المؤرخين من أن حجيلان بن حمد أمير القصيم كان قتل شخصًا من أهل الشماس اسمه (ابن حصيِّن) ومعروف أن حكم حجيلان بن حمد بدأ عام ١١٩٤ هـ. وانتهى في عام ١٢٣٤ هـ.
ومنها ما ورد في هذه الوثيقة المؤرخة في عام أربعة وستين (ومائتين) ولم يذكر القرن، ولكنه معروف لنا لأن مداينة الدائن فيها هو علي الناصر (آل سالم) زعيم بريدة في وقته وقد قتل كما ذكر ابن بشر وغيره في سنة اليتيمة عام ١٢٦٥ هـ.
وأما المدين فقد ذكر أنه الهميلي الحصين مما يدل على أن أسرة الحصين أبناء عم قريبين لأسرة الهميلي المعروفة المشهورة قديمًا وحديثًا بأنهم من أهل الشماس وأن بعضهم انتقلوا منها بعد خراب الشماس إلى الشماسية ثم إلى بريدة.
أو إن الهميلي كان يقال لهم الحصين قبل ذلك، ولكنهم خرجوا عن (الحصين) بتسمية الهميلي.
ونستدل على ذلك وأن كنا نعرفه يقينًا بأن الدائن قد رهن صيبة المستدين بمعنى نصيبه من (الحوطة) و (الحوطة) حائط نخل معروف مشهور في خب الشماس، بل هو أعظم وأفخر ملك فيه، وكانت الحوطة هذه من ممتلكات جد والدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبود بيعت بعد وفاته وكان سَبَّل فيها ١٦ نخلة كان والدي رحمه الله يقبض ريعها من ابن عثيم آخر مالك للحوطة وهي تمر يعطيه للمحتاج من أسرتنا وهم قليل، ولا يذوق منه شيئا لأننا مثل سائر أسرتنا أغنياء عنه.
ثم آلت الحوطة إلى ملك أحمد العييري وباعها أولاده إلى الراجحي، واستثنوا ما بقي من النخلات التي سبلها جد والدي فيها وهي اثنتان فقط، ولم نطالب بها لأنها قليلة ونحن كثير، ولم نجد من يرضى بأن يطالب بنخلتين مشتركة بين الأسرة كلهم من رجال ونساء في الانتفاع من ريعها الذي انقطع،