أما أنا فإنني كنت أراه في المنام ولما تكرر ذلك كنت أعجب - في المنام أيضا من كوني أراه مع أنه قد توفي ثم انتبه فأعرف أن ذلك أضغاث أحلام.
رحم الله صديقنا الأستاذ علي بن عبد الله الحصيِّن، وطيَّب الله ثراه.
وأشياء عامة:
لقد ظللت أنا وعلي الحصين صديقين لسنوات عديدة فكنا لا نفترق سواء في طلب العلم على المشايخ في المساجد أو في غيرها، وكنا نتذاكر من الكتب ولكننا كنا نتذاكر ونتباحث في المسائل العامة المهمة وفي المسائل التي هي غير ذلك وهي التي كدت أن أجعل لها هذا العنوان بصيغة أشياء تافهة، ولكنني آثرت كلمة عامة في وصفها على تافهة، لأنها ليست كلها تافهة.
من الأشياء التافهة أننا كنا نتندر على رجل من طلبة العلم مشهور بشدة محبته لشرب القهوة والشاي، والإكثار مهما حتى كان لا يعتذر مطلقًا عن تلبية دعوة من يدعوه إلى بيته ليشرب عنده الشاي والقهوة، وأحيانًا إذا لم يجد من يعزمه فإنه يعزم نفسه بأن يلح أو يصرح بذلك.
فاتفقت أنا وعلي الحصين على أن نختبره بأن نجعله يشرب أكبر قدر من فناجيل الشاي والقهوة لنعرف عدد الفناجيل من القهوة و (البيالات) التي يشربها من الشاي.
فرأينا أن يكون ذلك في قهوة علي الحصين في بيته لأنه ليس فيه من يحتشم منه ذلك الرجل وألا أحضر أنا أيضًا لئلا يستحيي مني.
حدثني علي الحصين قال: جهزت إبريقًا كبيرا مليئًا بالشاي ودلة مليئة بالقهوة.
وعندما شرب الرجل سبع بيالات التي هي الكاسات الزجاجية التي نشرب فيها الشاي، قال: بس، بلفظ منخفض كأنما لا يريد أن أسمعه حتى لا أقطع الشاي عنه، فقلت له: كيف، بس وحنا الآن تونا بادين؟ قال: فسر من ذلك، وقال: على هواك.