التي صارت عندي من التقدير بالمكان الرفيع فمن بين أخبار عن المكتبة إلى إخبار عن الكتب التي فيها والحقيقة أن هذه المكتبة سرني من جهة وساءني من وجوه، سرني بأنها فخمة جليلة وسرتني بأنها في نجد ولكن يا أخي ساءتني لعلك تعجب من ذلك أي اجتماع الضدين ولكن هذا شأن الأقزام كأنا - ساءتني أولًا بأنها ليست في بريدة ثانيًا لما قدر الله أن يكون في بريدة مكتبة (اللهم غفرًا، لا، حجيره) جعلها صفرا من هذه الكتب كتب أولئك الأساطين الأعلام ومما زاد مساءتي انقطاع الأمل من وجودها في حجيرتنا الصغيرة من جهة هذه الكتب النفيسة العظيمة القدر.
ولكن الأمل وطيد من جهتكم أن تحببوها إلى قلب الشيخ وتختاروا منها ما لذ وطاب وتقرأه على الشيخ وتبين له ببلاغتكم السحبانية وبيانكم السحري وكلامكم الجذاب - ضرورة توريد مثل هذه الكتب إلى حجيرة بريدة وأنها لا يمكن ولا ينبغي أن تكون دينية فحسب فلعل قلبه أن يلين وما ذلك على ربنا بعزيز.
ومما سرني إخباركم بذلك الكتاب (كتاب العراقي) الذي أرجو أشعاري إذا رأيتم بكتب مثله وأرجو أن تخبروني هل مطبوع أو مخطوط وهل صاحبه حي أو ميت ومتى مات ومتى كتبه ومتى طبع؟ وإن كان مطبوعًا فعلى نفقة مَنْ؟ وهل هو موجود بكثرة أو بقلة أرجو إخباري بذلك ولكم جزيل الشكر.
وما ساءني أنني لست معكم فأتلذذ بهذه الكتب، أشبع نهمتي، وأروي غلتي وما زاد الطين بلة انقطاع الأمل بوصول الرياض ودخول هذه فإلى الله أشتكي ولكن لعلي بعد ثلاثة أشهر أرى نحو هذه الكتب وأزيد منها في مكتبة بريدة اللهم وبلي، وليس ذلك على الله بعزيز.
وسرني من كتابكم تلك الحوادث والأخبار - فلسطين - المأدبة - التي أرجو من صديقي العزيز أن يطرف أخاه بمثلها مرة إثر مرة.