للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فأخذوهم وأسعفوهم غير أن الأطراف كانت أكثر الأعضاء تأثرًا بالبرودة، لقد تجمدت فيها الدماء، ولكنه حب الحياة وحب البقاء.

رحل الشيخ علي الحليسي إلى مدينة دمشق طلبًا للعلاج، وهناك وبين أهله وإخوته عبد الله وصالح الحليسي حيث قام هؤلاء بواجبهم في رعاية أخيهم طبيًا، جمعوا له الحذاق من أطباء دمشق، فشفيت أطرافه فيما عدا قدميه، اشتد به الألم، ورغم الألم كان يفكر في العمل، متى يخرج لمزاولة نشاطه، لقد مضت ثلاثة أشهر وهو رهن العلاج حبيس الألم لما ألم بكل قدم، كيف يسعى؟ بل كيف يكون شريكًا وهو لا يزاول العمل؟

عزت عليه نفسه فأراد التخلص من ألمه النفسي والبدني فانتهز فرصة خروج أخويه للعمل واستل سكينا وقطع بها أصابع قدميه!

قطع الأصابع العشرة بتر موطن الداء واعتبره الدواء من الألم والرقاد بلا عمل، ولما عاد إخوته من السوق عاتبوه على فعلته وتسرعه، لكنه قال: لا يشعر بالنار غير كابشها وقد ارتحت والحمد لله والآن أستطيع أن أزاول عملي ونشاطي غير أن إخواته بعد ذلك داوموا على إلباسه أحذية من نوع خاص (١). انتهى.

ويتميز الحلاسَى، أسرة الحليسي عن كثير من عقيل بأنهم أسسوا ما يشبه الشركة للمتاجرة بالإبل في مصر والشام فحصلوا على ثروة طائلة من أموال وعقارات هناك واستوطنوا فيها وصار لهم أولاد وكذلك عندما خفت صيت (الحليسي) بعد أن انتهت تجارة المواشي وتجارها عقيل، انبعث مجددًا عن طريق أحد أبنائها الذين تعلموا في الخارج وهو عبد الرحمن بن صالح الحليسي الذي كانت ولادته من أم غير سعودية، ونشأ في خارج المملكة وتعلم هناك فعينته الحكومة السعودية في وظيفة المدير العام


(١) ص ٤٩.