ومع ذلك فإن الجميع من نساء وغيرهن فضلا عن الرجال يشهدون لهذه المرأة الشامية بالصون والعفاف، وعدم التهاون في إظهار أي شيء من جسمها عند الخروج من بيتها إلى بيت الجيران حتى يديها لا يرى أحد منها شيئا وقد اجتمعت النساء وغيرهن على أنها تفوق غيرها من نساء البلد في الستر والتعفف وعزة النفس.
كان أبو حمدي رحمه الله فيه حدَّة لم نعهدها في سائر الناس وربما كان مبعثها ظروف الحياة الصعبة التي يحياها فأذكر أن والدي سألني مرة وهو يضحك قائلًا: أنت دقيت ولد أبو حمدي؟ وكان محمد أكبر أولاده أصغر مني بنحو سنتين، ونحن نلعب معًا مع سائر أولاد الجيران.
قال والدي وهو يضحك: أبوحمدي قال لي: يا ناصر، أنت تبي تربي ولدك، وإلا أنا أربيه؟
قال والدي: فقلت: أنا أربيه وش الداعي؟ فقال: ولدك دقّ ولدي فأخبرت والدي بما كان بيننا حيث النزاع بين الأطفال معروف فقال لي: أبو حمدي ما يستحمل!
لقد رزق أبو حمدي جوار عبد الله الخليفة ذلك المحسن الكريم الذي له علاقات قوية بكبار الشخصيات في القصيم، وكان ذهب إلى الأمصار حتى إننا نعده أول قصيمي ذهب إلى أمريكا وهو إلى ذلك محب للخير صابر على ما يلحقه بسبب ذلك كما سيأتي في ترجمته في حرف الخاء فصار يساعد أبو حمدي بما يستطيع.
وفجأة مرض أبو حمدي ومات وخلف البنتين إسعاف ومنيرة وابنين هما محمد وعبد الله فقامت أمهما المصونة بتربيتهم خير قيام، وعطف الله قلب ابن خليفة عليهم حتى صار كأنه والد لهم، وصار أهله أهلا لوالدتهم.
وكانت له علاقة بكبار الشخصيات في القصيم ومنهم عبد الله بن حماد الشبيلي المقرب من الملك عبد العزيز فقال له ابن خليفة: يا أبو حماد، هذا أبو