فأعطاه العربون ريالًا فضيًا (فرانسي) فلما برك البعير تبين أنه به (قلب عصب) وهو عيب في وركي البعير.
فقال ابن مضيان للأعرابي: ولم يكونا افترقا عطني ريالي فامتنع منه فقبض راشد ابن مضيان على يد الأعرابي وكان قوي الجسم كبيرًا فأخذ رياله من يد الأعرابي عنوة وذهب عنه.
ولم يكن الأعرابي يعرفه فكان يسأل عن الرجل الحمر حتى ذهب آل الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم قاضي بريدة آنذاك وهو يشكو الرجل الحمر فلم يستدل عليه القاضي حتى حضر من يذكرون أن المراد بذلك (راشد بن محمد المضيان) فلحقه لقب الحمر من ذلك الوقت ولحق حتى ابن عمه راشد بن عبد الكريم بن مضيان ذلك اللقب وصار اسمًا لأسرتهما خرجوا بذلك من اسم المضيان) الأسرة الكبيرة في بريدة.
وقد مات راشد بن محمد الحمر هذا في الشام.
ولموته هناك سبب وهو أنه لما كان قبل وقعة الطرفية عام ١٣١٨ هـ، وهي بين ابن رشيد ويكرهه أهالي بريدة من جهة وبين أهالي بريدة وابن صباح والإمام عبد الرحمن بن فيصل والد الملك عبد العزيز آل سعود من جهة أخرى.
وانتصر فيها ابن رشيد ووصلت أوائل الأخبار عن انتصاره قالت امرأة شمرية - من عشيرة ابن رشيد - لراشد تسأله: أنت سمعت الأخبار عن الأمير ابن رشيد انه انتصر وانه يبي يدخل بريدة عقب أيام؟
والله إن كان هو انتصر صحيح إني لأرقص وأنا فارعة بوسط سوق بريدة!
تريد بذلك أظهار فرحها وكونها فارعة يعني أنها تكون كاشفة وجهها ورأسها.
فوبخها على ذلك، وقال: يا فلانة، والله ان انتصر ابن رشيد، ورقصتي وأنت فارعة بالسوق أني لأفعل كذا بك بوصط السوق.