للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يتفقان على أنني أمين وصادق، ولله الحمد.

فذكرت له قصتي ومبيتي عند (أبو حمزة) في الركية، فقال: الآن عرفنا المسألة، حلها عند (أبو حمزة) لأنه يعرف.

قال: وطلب الرجل الكبير من شخص قريب من (أبو حمزة) أن يجعله يمر عليه، وعندما جاء أبو حمزة واجتمعنا مع العليط عند الرجل الكبير، سأل (ابوحمزة) عن الموضوع وهو - أي (أبو الحمزة) يعرف أن هذا الأمر مشكل علي.

فقال (أبو حمزة) - يا أبو فلان - محمد الحسن جاء إليَّ وهو تعبان وجوعان وبردان وأبوه صديق لي وأنا ما عندي له عشاء فذبحت أحد الخرفان عشيته منه والباقي أكلناه أنا وعيالي لأننا محتاجين له، والعليط شبعان يريد أنه ذو نقود وغني! ! !

فسأله الرجل الكبير لماذا لم تخبر محمد العثمان؟ فقال: هو ما سألني وإلا أنا ناوي أخبره وأقول له: قل للعليط إذا لم يسامحنا عن قيمة الخروف أن قيمته عندي، إذا أغنانا الله أعطيناه إياها.

ويقال: إن ذلك الرجل الكبير دفع قيمة الخروف من عنده!

إن هذه القصة حقيقية، لكن تروى عنه أخبار من جنسها وأكثر غرابة لا أعرف مصدرها إلَّا حديث المجالس والرجل إخباري مجيد، وذو أفعال نادرة لذلك لا غرو أن تروج عنه مثل هذه الأخبار وهو جدير بأن تجمع أخباره بعد تمحيصها.

من ذلك ما قيل: إن بقرًا لبعض الناس الذين كانوا خرجوا للبر يقطعون الحشيش في فصل الربيع، وأن تلك البقر تأتي إلى زرعه فتدوسه وأنه مرة في العشاء بعد غروب الشمس رأى تلك البقرة معها عجلة أي بقرة صغيرة فأطلق عليها النار وأصابها ثم ذهب إلى أناس مجتمعين فيهم أهل تلك البقرة وهو يقول ضبعنا الضبعة، وكان الضبع موجودًا في تلك الأوقات بكثرة في جال الشماسية والربيعية وحول الركية.