وفي وصية قوت بنت حجيلان هذه أشياء تحتاج إلى إيضاح بالنسبة للجيل الجديد من القراء.
أولها قولها: أنا يا (قوت) نازعة ثلاثمائة وزنة من صيبتي من البستان: بستان أبوي رحمه الله.
ومعنى نازعة أنها قد خصصت ثلاثمائة وزنة تمر من صيبتها أي حصتها أو لنقل نصيبها من البستان: بستان والدها حجيلان.
وفسرت ذلك بقولها: مائة منها بضحيتين وقربتين، والأضحية معروفة وهي الذبيحة التي تذبح في عيد الأضحى، وأما القربتين وهما تثنية قربة، وهي التي يوضع فيها الماء.
والمراد هنا القربة التي تملأ بالماء وتعلق في المسجد، أو في الشارع يشرب منها الناس الماء في الصيف مجانًا.
ويدلنا هذا على نفاسة التمر عندهم: إذ مائة وزنة تمر وهي التي تعني مائة وخمسين كيلوغرامًا يمكن الحصول من ثمنها على ذبيحتين في عيد الأضحى وعلى نفقات قربتين اللتين لابد فيهما من حساب ثمن القربة التي هي من جلد خروف أو شاة مدبوغ.
ولو حسبنا قيمة مائة الوزنة من التمر في الوقت الحاضر وهو في الغالب يكون من الشقر، وحسبنا الكيلو الواحد منه لكانت قيمتها ٧٥٠ ريالًا على اعتبار أن الكيلو من هذا التمر قيمته خمسة ريالات الآن، فلا يكفي ذلك لأضحيتين ونفقة قربتين.
وقولها: أنا مخشرة والدي بها الضحايا والقرب لي أنا ولوالدي ضحية، ولعبدالله ومزنة وأبوهم ضحية.