فقولها: مخشرة، أي مشركة والديّ، من اخشره بكذا إذا أشركه فيه أي جعل له نصيبًا فيه، والمراد بقولها: مخشرة والدي والأغلب أن والدي مثني وذلك يعني الأب والأم، ولم يضع الكاتب شدة على الياء توضح ذلك إذ قد يفهم منه أن المراد والدي أي أبي دون الأم والأغلب أنه مثنى.
والإشراك هنا بالضحية والقرب أنها جاعلة ثواب أجرها عند الله لها ولوالديها فالإشراك أو الخشرة هنا هي في الثواب.
ثم قالت: ولعبدالله ومزنة وأبوهم ضحية وعبدالله هو ابنها قطعًا وأما مزنة فإنها ابنتها افتراضًا وأبوهم هو زوجها.
ولا شك في أنهم ماتوا قبلها وإلا لما أشركتهم في ثواب الأضحية والقربة.
ثم قالت: واللي يفذ من المائة الثانية خمسة عشر وزنة للإمام وعشر للمؤذن وخمس وزان للسراج وخمس وزان للدلو.
يفذ بمعنى يبقى وقد انتقلت من ذكر ما خصصته من مائة الوزنة الأولى إلى الكلام على مائة الوزنة الثانية من التمر، فذكرت أنها خصصت خمس عشرة وزنة للإمام أي إمام المسجد، وهي بلا شك عندي تتكلم على المسجد الجامع الذي هو الجامع الكبير الذي صار اسمه الآن (جامع خادم الحرمين الشريفين) لأنه الذي أعاد بناءه ووسعه جزاه الله خيرًا، وهو أول مسجد جامع في بريدة وبقي كذلك لقرون.
وقالت: وعشر وزان للمؤذن أي عشر وزنات من التمر ويساوي ذلك خمسة عشر كيلو غرام، ولو بيعت الآن لما زاد ثمنها على خمسين ريالًا، ولكن النقود كانت عزيزة في ذلك الوقت، والوزنات العشر من التمر لها قيمة معتبرة.
ثم قالت: وخمس وزان للسراج، والمراد السراج بالتعريف وهو سراج